للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك المعز والبحريه انحازوا الى ناحيه لينجوا بانفسهم منهزمين، فوقعوا صدفه بالملك الناصر فى شردمه يسيره من العزيزيه والناصريه. فلما رآهم الناصر ولى هاربا، فحملوا عليه حمله منكره. فلم يثبت منهم قدام البحريه احد من الشاميين لأمر يريده الله؛ (١٦) وربما كانوا جماعه من الأمرا العزيزيه مخالفين مع البحريه على الناصر، فكان هدا اكبر الأسباب.

(٦) [وكانت هده الوقعه بمنزله الكراع من طريق البدريه. وكان لما خرج الملك المعز من الديار المصريه جعل النايب بها الأمير علايى الدين البندقدار.

قال ابن واصل: ولما خرج الملك الناصر صاحب الشام من دمشق طالبا لمصر انشده الشيخ شرف الدين بن عبد العزيز قصيده هدا (٩) اولها <من الطويل>:

على طالع الإقبال والسعد والنصر ... مسيرك محروس الركاب الى مصر

منها يقول:

فانت صلاح الدين وابن صلاحه ... ولا ملك أولى منك بالنهى والامر

وما احد لليوسفين بثالث ... سواك وللبكرين والشمس والبدر

آخرها يقول:

قدمت طويل الباع منشرح الندى ... بسيط رحاب المجد والشكر والعمر

] (١٥).

فلما انهزم الملك [الناصر] (١٦) اخدوا الأمراء العزيزيه سناجقه وكوساته، والتزقوا بالبحريه. وساق الملك المعز خلفه حتى وقع على طلب الشمس لؤلؤ، فقتلوا كل من كان فيه، واستاسروا لؤلؤ (١٨)، ثم ضربوا رقبته. ثم قدموا الأمير ضيا الدين القيمرى، فضربوا رقبته. ثم اتوا (١٩) بالملك الصالح اسماعيل اسيرا، فسلم عليه الملك المعز، واوقفه


(٦ - ١٥) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(٩) هدا: فى الأصل «هد»
(١٦) أضيف الاسم المذكور بين الحاصرتين لتوضيح المعنى وسوف يشير المحقق إلى ذلك أحيانا-- أخدوا: أخذ
(١٨) لؤلؤ: لؤلؤا
(١٩) اتو: أتوا