للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم الحجة انهم استصحبوا معهم الاموال وخرجوا عن الشرط، فضربت رقابهم عن اخرهم. وكانوا نحو من الفى فارس.

فلما قتلوا سيّروا اهل عكا يقولوا (٣) للسلطان: «تصدق علينا بنقل اجساد هولاء الشهدا الى عكا لاجل البركه بهم». (١٠٦) فترك السلطان الرسول عنده، ثم اخد جماعه من العساكر وساق من أول الليل، فما اصبح الاّ وهو على باب عكا. فلما فتحوا الباب وخرجوا لقضا حوايجهم ساق عليهم، فقتل منهم خلق كثير (٦) وعاد من فوره. فلما وصل الى الدهليز طلب الرسول وأعاد الرساله فقال: «عود (٧) اليهم، فقد عملنا عندهم شهدا وكفيناكم مؤونه النقل وكلفته».

ثم دخل السلطان بعد رحيله من على صفد الى دمشق يوم الخميس مستهل دى القعده، وقد زينت له احسن زينه، ونزل بالقلعه. وامر العساكر بالمسير الى سيس والغاره عليها، فخرجوا من دمشق يوم السبت ثالث دى القعده. وقدم عليهم الملك المنصور صاحب حماه، وفوض التدبير للامير شمس الدين اقسنقر الفارقانى.

فوصلوا الى الدربندات التى منها الدخول الى سيس. وكان صاحبها قد بنا (١٣) عليها ابرجه، وجعل فيها عده من المقاتله فملكوها (١٤) المسلمون، وقتلوا بعض من كان بها، وهربوا (١٥) الباقى. ثم هدموها، ودخلوا الى بلاد سيس. فقتلوا ونهبوا وسبوا ومسكوا ابن صاحب سيس، واسمه ليفون ابن هيثوم (١٦)، وكدلك اسروا ابن اخيه وجماعه من اكابرهم. ودخلوا المدينه، ونهبوها واخدوا ما فيها. وعادوا بعد ما اخلوا الأوطان من القطّان. فخرج السلطان اليهم والتقاهم، ودلك فى ثانى شهر دى الحجه.


(٣) يقولوا: يقولون
(٦) خلق كثير: خلقا كثيرا
(٧) عود: عد
(١٣) بنا: بنى
(١٤) فملكوها: فملكها
(١٥) وهربوا: وهرب
(١٦) ابن هيثوم: بن هيثوم