للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم غلب صارم الدين على الامر دون عز الدين، وازال حكمه عن البلد، فاتصل دلك بالسلطان.

وكان قد ورد عليه نجم الدين حسن بن الشعرانى، والسلطان نازل على حصن الاكراد، ومعه هديه حسنه. فقبلها السلطان، وعفا عنه. وكتب له منشورا بالقلاع التى كتب بها للصارم وهى: الكهف، والخوابى، والمينقه، والعلّيقه، والرصافه، والقدموس، وقرر عليه ان يحمل فى كل سنه مايه الف درهم وعشرون (٦) الف درهم.

ثم بلغ السلطان ان مراكب الفرنج دخلوا (٧) مينا اسكندريه، وانهم اخدوا مركبين من مراكب المسلمين فرحل من فوره. وتوجه الى ديار مصر، وطلع القلعه المحروسه ثانى شهر شوال من هده السنه.

فلما عاد السلطان الى الديار المصريه وبلغ الصارم خبر نجم الدين واقبال السلطان عليه، اخرج عز الدين من مصيات، فوصل الى دمشق، فلما بلغ الملك المنصور صاحب حماه خشى من السلطان. ثم ان السلطان وجه الجمال معالى المعروف بابن قدس (١٢) على خيل البريد، وصحبته نجم الدين الكنجى، الى حماه، ورسم للملك المنصور صاحب حماه ان يخرج بنفسه وعسكره، (١٣٠) والزمه بالصارم لكونه كان السبب فى امره، فامتثل الملك المنصور دلك، وخرج بعسكره وصحبته عز الدين العديمى. فلما احسّ بهم الصارم خرج من مصيات وقصد العليقه، وتسلم عز الدين مصيات، وحكم بها.

واستخدم الرجال، وقوى امره. ولم يزل الملك المنصور صاحب حماه يتحيّل على الصارم حتى نزل اليه لوثوقه به، فقبض عليه وسيره تحت الاحتراز الى السلطان فاعتقله.


(٦) وعشرون: وعشرين
(٧) دخلوا: دخلت
(١٢) بابن قدس: فى اليونينى ج‍ ٢ ص ٤٣٢ «بابن قدوس»