للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دلك، فاشترا (١) نصف القلعه بتسعه الاف دينار، ثم قوى امره، فاستولى عليها وصاروا جماعة. فبلغ خبرهم الى ملك تلك البلاد، فقصدهم بعساكره. فقال لهم رجل منهم يعرف بعلى اليعقوبى: «اى شئ يكون لى عندكم ان كفيتكم أمر هدا الجيش؟» قالوا: «ندعوا (٤) لك، وندكرك فى تسابيحنا». فقال: «رضيت». فاخدهم ليلا، ونزل بهم، فقسمهم ارباعا فى اربع (٥) جوانب الجيش، وجعل معهم طبولا وقال:

«ادا سمعتم صايحا، اضربوا جميعكم بهده الطبول». ثم ان على اليعقوبى هجم بالسكين على الملك فقتله، وصاح باصحابه فضربوا الطبول، وامتلأت قلوب دلك الجيش خوفا ورعبا، وهجوا على وجوههم. واصبحت خيامهم خاليه، فنقلوا جميع دلك الى قلعتهم، ومند دلك اليوم استنّوا السكين.

ويقال ان الاسماعيليه قالوا للحسن بن الصبّاح: «لا بد من امر تقيمه لنا برهانا على صفه حضور الامام نزار». فقال لهم. «الآية فى دلك ان يطلع القمر فى غير وقته، ومن غير مطلعه». ثم انه عمد الى جبل هناك مرتفع شاهق، واخد شيا (١٢) يشبه الدف، وطلاه بأطليه يحفضها (١٣)، وحبس فيه شمعه دات نور كثير. وامر من كان يعتقد عليه انه يرفعه على راس رمح قليلا قليلا من اعلا (١٤) ذلك الجبل، واوقف الناس ينظرونه. فلما راوه، خروا له سجدا، وبشر بعضهم بعضا بصحه الامام ووجوده.

واما سنان بن سليمان صاحب التخبيلات العظيمه والتمويهات العجيبه، فقد تقدم من دكره فى الجزء الدى قبله بعض شى من خزعبلاته عن (١٨) دكرنا وفاته فى تاريخه. وكان سنان اعرج من حجر وقع عليه فى زلزله. فبلغ الاسماعيليه انه اعرجا (١٩)، فقالوا: «الإله لا يكون به نقص فى الاعضاء»، وهموا بقتله ان لم يكون (٢٠) غير اعرج.


(١) فاشترا: فاشترى
(٤) ندعوا: ندعو
(٥) اربع: أربعة
(١٢) شيا: شيئا
(١٣) يحفضها: يحفظها
(١٤) اعلا: أعلى--ووقف: فى الأصل «واقف»
(١٨) عن: عند
(١٩) اعرجا: أعرج
(٢٠) يكون: يكن