للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخافه من كان فيه. فتوجه الى حصار بيروت، فخرج اليه الملك طنكلى صاحب انطاكيه، واستولى على اكثر البلاد، ونزل على هدا الحصن، وكان اهله قد بقوا فى غايه الضعف، فنزل اليه صاحبه وسلمه له يرجوا (٣) انه يبقيه كونه اختاره على بن صنجيل (٤). فملكه طنكلى واستمر فى يده. هدا ما دكره ابن عساكر-رحمه الله- فى تاريخه.

واما ابن منقد (٦)، فدكر فى كتاب البلدان ان الشهيد نور الدين محمود بن زنكى صاحب الشام-رحمه الله-كان قد عامل رجالة بعض التركمان (١٣٩) المستخدمين من جهه الفرنج بهدا الحصن، على انه ادا قصد [الشهيد] (٨) هدا الحصن يقوم دلك التركمانى وجماعته فى الحصن، ويرفعون علم نور الدين على الحصن، وينادون باسمه. وكان هدا التركمانى فى جماعه كبيره من اولاده واقاربه وعشيرته، وقد وثق الفرنج بهم فى هدا الحصن. وكانت العلامه بينه وبين نور الدين انه يقف على راس الباشورة. فاتفق للامر المقدر ان نور الدين لم يظهر احدا على هدا الاتفاق. وتقدمت اوايل العساكر، فنظروا دلك التركمانى واقف (١٣)، وهو آمن على راس الباشوره، فرموه بسهم فقتلوه.

واشتغل اهله بموته، فبطلت الحيله ولم يقدر عليه نور الدين. ولم يزل [حصن الأكراد] فى ايدى الفرنج الى هده السنه، فيسّر الله تعالى فتحه على يد من شاء.

ولما فتحه السلطان الملك الظاهر كتب اليه صاحب انطرطوس مقدّم الديويه، وهو يسال المهادنه، وبعث مفاتيح حصنه. فصالحه على نصف ما يتحصل من غلال بلاده، وجعل عنده نايبا من جهته وعاملا. وكدلك وصلت اليه رسل الاسبتار من


(٣) يرجوا: يرجو
(٤) بن صنجيل: ابن صنجيل؛ فى م ف «صنجيل وولده»؛ بينما فى ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق ١٤٧ آ، تحقيق الخويطر ص ١١٨٥ «صنجيل»
(٦) منقد: منقذ
(٨) أضيف ما بين الحاصرتين من ابن عبد الظاهر ق ١٤٧ آ، تحقيق الخويطر ص ١١٨٦
(١٣) واقف: واقفا