للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان مقدمهم يسمى اقال ابن (١) بايجو نوين. (١٤٨) فوصلت غارتهم الى عنتاب، ثم الى قسطون، واخدوا جماعة من التركمان.

فلما بلغ السلطان دلك جفّل الرعيه الى الحصون، وتقدم الى دمشق. وكان غرضه ان يستدرجهم، ويتمكن منهم. ثم بعث الى مصر يحث فى طلب العساكر، فخرجوا فى ليله واحده فى الليل بعد عشا الاخره. ولم تغلق فى تلك الليله للقاهره باب ولا دكان، وخرج مقدم الجيوش الامير بدر الدين بيسرى. وكان دخول اوايلهم الى دمشق تاسع يوم من الخروج من القاهره. فانظر الى مرسوم هدا الملك، والى هدا الجيش العظيم وازاحه اعداده، حتى خرج فى الليل من غير عدد. فلما تواصلت الجيوش خرج بهم السلطان الى ظاهر دمشق. فلما بلغ التتار دلك استعظموه، وولوا منهزمين.

ثم وصل السلطان الى حماه، واستصحب معه صاحبها الملك المنصور. ثم نزل على حلب بالميدان الاخضر. ثم جرّد الامير شمس الدين الفارقانى فى عده من الجيش، وامره بالتوجه الى البلاد الشماليه، ولا يتعرض الى شى من البلاد. ثم جهز الامير علا الدين طيبرس الوزيرى فى عده اخرى، وامره بالتوجه الى حران.

فاما الفارقانى، فانه سار حتى بلغ مرعش خلف التتار، فلم يدركهم. ثم عاد الى حلب فوجد السلطان طالبا للديار (١٦) المصريه، لما بلغه ان الفرنج غارت، منهم طايفه، على قاقون، وكان خروجهم من عتليت (١٧)، واخدوا جماعه من التركمان، فلحقهم العسكر واستردهم منهم. ثم غاروا ثانيه من ناحيه الفرمى (١٨)، فلحقهم اقوش الشمسى،


(١) ابن: بن--بايجو: فى الأصل وفى م ف «بانجو»: ويبدو ان الصيغة المثبتة هى الصحيحة، انظر اليونينى ج‍ ٢ ص ٤٦٧ وحاشية ٦ لبلوشيه فى P .O .Xll ص ٥٤٥ - - عنتاب: عين تاب
(١٦) للديار: الديار. م ف
(١٧) عتليت: عثليث
(١٨) الفرمى: كذا فى الأصل وم ف؛ فى اليونينى ج‍ ٢ ص ٤٦٨ «القرين»