للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

داود قد توفى، وقد ملك ولده. [و] (١) عندى فى عسكرى ماية الف فارس من المسلمين، وإنما النصارا فكثير (٢) لا يعدّوا، كلهم غلمانك وتحت اوامرك. والمطران الكبير يدعوا (٣) لك، وهذا الخلق كلهم يقولوا: آمين. وكل من وصل من (١٥٦) المسلمين إلى بلادنا نحفضهم (٤) ونسفرهم كما يحبوا. والرسول الذى حضر الينا من والى قوص مريض. وبلادنا وخمة من مرض ما يطيق أحدا (٥) يدخل اليه، فمن شم رايحته يمرض ويموت».

قال القاضى محيى الدين-رحمه الله-: فرسم السلطان بجوابه فكتبت:

«بسم الله الرحمن الرحيم. ورد كتاب الملك الجليل الهمام العادل فى مملكته، حطى ملك أمحرا، اكبر ملوك الحبشان، الحاكم على ما لهم من البلدان، نجاشى عصره، وفريد مملكته فى دهره، سيف الملة المسيحية، عضد دولة دين النصرانية، صديق الملوك والسلاطين، سلطان الأمحرا-حرس الله نفسه، وبنا (١١) على الخير أسّه.

فوقفنا عليها وفهمنا مضمونها. فامّا طلب المطران، فلم يحضر من جهه الملك أحد حتى كنا نفهم الغرض المطلوب، وانما كتاب السلطان الملك المظفر ورد مضمونه انه وصل من جهته كتاب وقاصد، وأنه أقام عنده حتى يعود اليه الجواب. وأمّا ما ذكره من كثرة عساكره، وأن من جملتها ماية الف مسلمين (١٥)، فالله تعالى يكثر فى عساكر المسلمين. وامّا وخم بلاده، فالآجال مقدرة من الله عزّ وجلّ، وما يموت أحد إلاّ بأجله. والسلام».


(١) أضيف ما بين الحاصرتين من م ف وابن الفرات ج‍ ٧ ص ٢٤
(٢) وإنما النصارا فكثير: وأما النصارى فكثيرون--يعدّوا: يعدّون
(٣) يدعوا: يدعو--يقولوا: يقولون
(٤) نحفضهم: نحفظهم--يحبوا: يحبون
(٥) أحدا: أحد
(١١) وبنا: وبنى
(١٥) مسلمين: مسلم