للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسمّى دلك الجز بالدره السنيه فى اخبار الدوله العباسيه-لما افتتح انطاكيه فى سنه خمس وستين ومايتى (٢). (١٦٢) ومضا الى طرسوس، فدخلها فى ربيع الاول من السنه المدكوره، وهى يوميد للمسلمين، وولى عليها واليا من قبله يسمى بلخشى (٣). وكان عزمه ان يقيم بهده الثغور لطيبة ارضها، ولاجل قربه من الجهاد، فبلغه خروج ولده عن طاعته-حسبما تقدم من دكر ذلك فى تاريخه-فعاد الى مصر، لا يلوى على شئ.

وفى ايام كافور الاخشيدى صاحب مصر، المقدم ذكره ايضا، حصل التهاون فى امر الثغور. فقصدها الملك تكفور (٨)، فعصت عليه، فاحرق ضياعها بالنار، وقطع اشجارها، واخرب جميع ما حولها من البلاد. واتصل دلك بكافور فتهاون. فرأى ليله من الليالى فى منامه كأنه طلع الى السماء ومعه قدوم، فصار يهدم فى السماء بيده، فانتبه مدعورا. وطلب معبرى الرويا، وقصّ عليهم، فقالوا له: «انت رجل تهدم الدين، وتبطل الجهاد». فعند دلك استيقظ لدلك، وجهز مقدما على جيش كثيف، يعرف بابن الزعفرانى، فدخل الثغور، وازاح عنها التكفور. انتهى الكلام فى دكر بلاد سيس، ولنعود (١٤) الى سياقه التاريخ بعون الله وحسن توفيقه.

فمن تصنيف بن (١٥) عبد الظاهر نضما يمتدح السلطان الملك الظاهر فى فتحه لبلاد سيس قوله <من السريع>:

يا ملك الأرض الذى جيشه ... يملأ من سيس إلى قوصى (١٧)


(٢) ومايتى: ومائتين--خمس وستين ومايتى: فى المتن «خمس وستين وخمس مايه» وكتب ابن الدوادارى «ومايتى» فى الهامش مصححا المتن--ومضا: ومضى
(٣) بلخشى: كذا فى الأصل وم ف؛ بينما ورد الاسم فى ابن عبد الظاهر ق ١٧٩ ب، تحقيق الخويطر ص ١٢٤١، وابن الفرات ج‍ ٧ ص ٢٦ «طخشى»
(٨) تكفور: كذا فى الأصل وم ف؛ بينما ورد الاسم فى ابن عبد الظاهر ق ١٨٠ آ، تحقيق الخويطر ص ١٢٤١، وابن الفرات ج‍ ٧ ص ٢٧ «الثقفور»
(١٤) ولنعود: ولنعد
(١٥) بن: ابن--نضما: نظم
(١٧) قوصى: قوص