للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصحبته اخت السلطان غياث الدين، ليدخل بها [الى] (١) ابغا. واستصحب البرواناه معه من الامول والتحف والهدايا شئ (٢) كثير، وتوجه صحبته خواجا علىّ الوزير.

فلما عزم على المسير، حرّض الامير سيف الدين بهادر بن بيجار على التوجه الى السلطان الملك الظاهر، لانه علم ان ابغا اطلع على قتله اوليك (٤) التتار. فخاف على بهادر وابنه لا ينتقم منهم (٥)، ويكون سببا لاخد نفوسهم. فتقدم بهادر لسكتاى وجاورجى بان يتقدماه ويعرفا السلطان ما تقرر من عزمهم. فلما وصلا (٦) هدان الاميران الى السلطان احسن اليهما. وكان السلطان بدمشق، فانفد (٧) بهما الى الديار المصريه، فتلقاهما الملك السعيد ملتقا (٨) حسنا، واكرمهما واحسن اليهما، وردهما الى السلطان مكرمين.

وفيها فى اواخر العشر الاول من المحرم سير السلطان الامير بدر الدين بكتيت الاتابكى، وصحبته الف فارس، الى بلاد الروم. وكتب على يده كتاب (١١) الى الامراء بالروم، وهو يحثهم على طاعته والانقياد اليه. واول هده المكاتبه يقول: «{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَ [أَطِيعُوا] الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (١٣). فمن اطاعنى حقن دمه وماله وربح الجنه، (١٦٩) ومن عصانى فلا يلوم (١٤) الى نفسه».

وكان سبب هده المكاتبه ان شرف الدين مسعود بن الخطير-بعد سفر البرواناه فى السنه الخاليه الى ابغا-كتب الى السلطان الملك الظاهر يحثه على العبور الى الروم بعساكره لينتظم فى سلكه. وبعث الكتاب الى الامير سيف الدين بن جندر (١٧)، مقطع البلستين، فبعثه الى السلطان ولده بدر الدين قوش (١٨). وكان ابوه قد اوصاه ان


(١) أضيف ما بين الحاصرتين من اليونينى ج‍ ٣ ص ١٦٥
(٢) شئ كثير: شيئا كثيرا
(٤) اوليك: أولائك
(٥) منهم: منهما--نفوسهم: نفوسهما--بهادر: فى الأصل «بهاد»
(٦) وصلا: وصل
(٧) فانفد: فأنفذ
(٨) ملتقا: ملتقى
(١١) كتاب: كتابا
(١٣) القرآن ٤:٥٩
(١٤) يلوم الى: يلومنّ إلا
(١٧) جندر: كذا فى الأصل وم ف واليونينى؛ بينما ورد الاسم فى ابن الفرات ج‍ ٧ ص ٦٥ «حيدر»
(١٨) قوش: كذا فى الأصل وم ف؛ وفى اليونينى ج‍ ٣ ص ١٦٦ «أقوش»