للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١٧١) واما ما كان من السلطان، فانه توجه من حلب الى حمص، فوصل ثالث (١) شهر صفر. فوافا (٢) بها الامير ضيا الدين محمود بن الخطير والامير سنان الدين بن طرنطاى. وكان السبب فى وصولهما ان الامراء الدين بالروم، لما اجابوا السلطان بدلك الجواب، شرع شرف الدين بن خطير (٤) فى تفريق العساكر الروميه، وادن لهم فى نهب من يجدوه (٥) من التتار وقتله. وانحاز الامير بدر الدين محمد بن قرمان واخوته واولاده بمن معه من التركمان الى السواحل بالروم، وباينوا التتار، وغاروا على من جاورهم منهم. وكاتب [الأمير بدر الدين] السلطان الملك الظاهر بدلك.

ثم بلغ السلطان غياث الدين ومهدب (٩) الدين ابن البرواناه ما فعله شرف الدين بن الخطير من اظهار العداوه للتتار، فبعثوا طلبوه (١٠) فحضر. فلما وصل أمر-دلك الوقت-مهدب ان يحضر جميع رسل التتار ونوابهم، ومن كان من المغل بقيساريه، فاحضروهم مكتفين مكشفين الرؤس، فاعتقلهم. ثم نفد مهدب (١٢) الدين الى شرف الدين بن الخطير ليحضر اليه ويستشيره، فلم ياتيه (١٣) واوجس منهم خيفه.

فخرج اليه تاج الدين كيوى، وسيف الدين طرنطاى، فتاخر سيف الدين طرنطاى لحاجه وسبق تاج الدين. فلما اجتمع بشرف الدين، عنّفه واغلظ عليه فى القول لعدم حضوره. فامر شرف الدين لمن عنده من خاصته فوثبوا على تاج الدين وسنان الدين بن ارسلان طغمش فقتلوهما جميعا. ثم خشى عاقبه امره مع مهدب الدين، فتوجه من فوره الى الابواب السلطانيه، [ثم استمسك] (١٨).


(١) ثالث: كذا فى الأصل وم ف؛ وفى اليونينى ج‍ ٣ ص ١٦٧ «ثالث عشر»
(٢) فوافا: فوافى
(٤) خطير: الخطير
(٥) يجدوه: يجدونه
(٩) مهدب: مهذب-- ابن: بن
(١٠) فبعثوا طلبوه: فبعثا طلباه
(١٢) مهدب: مهذب
(١٣) ياتيه: يأته
(١٨) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش