للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمّا وصل البرواناه فى خدمه منكو تمر اخو (١) ابغا الى الروم، ودلك فى اوايل شهر ربيع الاخر، وبلّغهم جميع ما جرا (٢) من بن الخطير، فاظهر لهم المباينه، وعزم على ان يلتقيهم. فسفّه رايه من معه وقالوا: «كيف نلتقى باربعه الاف فارس، ثلثين الف (٣) من خيار المغل». فعلم انه مقتول لا محاله، فقصد قلعه لولوه ليتحصّن بها، فلم يمكنه واليها ان يدخلها بجماعته بل بمفرده. فدخل اليها ومعه امير علم لا غير. وكان شرف الدين (١٧٤) قد أسى (٦) الى هدا أمير علم من مده ست عشر سنه، فقال للوالى فى تلك الساعه: «احتفط (٧) بغريم ابغا حتى تسلمه اليه». فقبض عليه [الوالى] وبعثه الى عند البرواناه. فلما وقع نظره عليه سبّه وشتمه وبصق فى وجهه، وأمر ان يحتاط عليه. وكان مع البرواناه فى دلك الوقت من مقدمين (٩) التتار ثلاثه، وهم: تتاوون وكراى وبقونوين (١٠). فجلسوا هؤلاء المقدمين والبرواناه فى مجلس واحد، وحضّروا جميع التتار. واحضروا السلطان غياث الدين ومن وافقه من الامرا على طاعه السلطان الملك الظاهر. ثم قالوا لغياث الدين: «ما حملك على خلعك طاعه القان ابغا وانقيادك الى صاحب مصر؟» فقال لهم: «انا صبى، وما علمت الصواب حتى اتبعه. ولما رايت اكابر دولتى قد فعلوا دلك خشيت ان متى لم اوافقهم سلمونى».

قال: فعند دلك نهظ (١٥) البرواناه الى شجاع الدين الالا، واسمه قايبا الحصنى، فقتله فى تلك الساعه بيده. ثم احضر (١٦) سيف الدين طرنطاى، ومجد الدين اتابك، وجلال الدين المستوفى، وسالوهم عن سبب انقيادهم الى طاعه صاحب مصر وخلعهم طاعه ابغا. فقالوا كلهم: «شرف الدين بن الخطير امرنا بدلك، وخففنا إن نحن خالفناه فعل بنا كما فعل بتاج الدين كيوى».


(١) اخو: أخى
(٢) جرا: جرى--بن: ابن
(٣) الف: ألفا
(٦) أسى: كذا فى الأصل وم ف، فى اليونينى ج‍ ٣ ص ١٧١ «اذاه» --عشر: عشرة
(٧) احتفط: احتفظ
(٩) مقدمين: مقدمى
(١٠) وبقونوين: انظر ص ١٧٨ س ٧ - - فجلسوا: فجلس--المقدمين: المقدمون
(١٥) نهظ: نهض--شجاع--شجاع: فى الأصل «شاع»، انظر م ف، واليونينى ج‍ ٣ ص ١٧١ - -الالا: اللالا.
(١٦) احضر: احضروا.