للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاشار عليه بالقئ. فلما كان بعد صلاه الجمعه ركب من الجوسق الى الميدان ليزيل عنه وهم التمعّك وفتور الكسل، وهو لا يزداد الى توهج وتململ وقلق وتوعك (٢). ثم عاد الى القصر، فبات بحراره شديده، واصبح كدلك ظاهره وباطنه. فصنع له بعض خواصه دواء بالتركى لم يكن عن راى طبيب، فلم ينجح واصبح كاشد من أمسه.

فاحضر الاطبا، فلما راوه أنكروا على من صنع دلك الدواء، وأجمعوا رايهم على دواء مسهل يدفع ما فى جسده من الفضلات الرديه (٦)، فسقوه فلم يجيبه شى. فحركوه بدواء اقوى منه كان سببا للافراط فى الاسهال، ودفع دما كثيرا فضعفت قواه لدلك.

فتخيل خواصه ان كبده تتقطع وان دلك عن سقية سقيها، فعولج بالجواهر-ودلك يوم الثلثا-فما افاد شى (٩): فلما كان يوم الخميس ثامن عشرين المحرم توفى الى رحمة الله تعالى.

واخفا (١١) الامراء دلك، ومنعوا من يدخل ومن يخرج. فلما كان اخر الليل حمله من اكابر الامراء الامير شمس الدين سنقر الاشقر، والامير بدر الدين بيسرى، والمقر السيفى قلاوون الالفى، والامير بدر الدين بيليك الخزندار، وعز الدين الافرم، والامير عز الدين (١٨٧) ايدمر الظاهرى ملك الامرا بدمشق، وتولوا غسله، وتحنيطه وتصبيره، وتكفينه. وكدلك معهم الامير سيف الدين بلبان الدوادار، والمهتار شجاع الدين عنبر، والفقيه كمال الدين المنبجى. ثم جعلوه فى تابوت، وعلقوه فى بيت من بيوت القلعه بدمشق حتى يحصل الاتفاق على مكان دفنه.

ثم كتب الامير بدر الدين الخزندار كتابا الى الملك السعيد يطالعه بدلك. وسيره على يد الامير بدر الدين بكتوت الجوكندار الحموى والامير علا الدين ايدغمش


(٢) الى توهج وتململ وفلق وتوعك: إلا توهجا وتململا وقلقا وتوعكا
(٦) الرديه: الرديئة-- يجيبه: يجبه [كذا]
(٩) شى: شيئا
(١١) واخفا: وأخفى