للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما مثل هذا الرزء قلبا (١) ... يحمل

كلاّ، ولا صبر جميل يجمل

كيف السبيل، ولا سبيل لسلوه ... فى ذا المصاب ولا جفون تقبّل

الله اكبر إنها لمصيبة ... منها الرواسى خيفة تتزلزل

عزّ العزاء لأن (٤) ... رزءا مثل ذا

ما كان فى ذهن امرء يتشكّل

ما للوجود علت عليه كآبة ... أترى القيمة (٥) عن قريب تقبل

ما للجياد كييبة (٦) ... محزونة

أبدا الأنين حنينها إذ تصهل

ما للقسىّ تأنّ (٧) ... أنّة فاقد

إنّ القسىّ لفيه أيضا ثكّل

ما للسيوف قد انحنت أترى درت ... أنّ المنون لحدّها تستفلل

(١٩٢) ما للرماح تحوّلتها رعدة ... ألتركها أن (٩) ليس تقبل تقتل

الخطب أعظم أن يقال فجيعة ... إن الفجايع ربّما تتسهّل

هذا هو الرزى (١١) ... الدى فذحت به

الدنيا فأحشاء الزمان تقلقل

هيهات يرجى للزمان إفاقة ... من شرب كأس نهلها لا يمهل

لهفى على الملك الذى كانت به ال‍ ... دنيا تطيب وكلّ قفر منزل

الظاهر السلطان من كانت له ... منن على كلّ الورا (١٤) وتطوّل

بيبرس ركن الدين والسمح الذى ... من جوده جود السحايب تخجل

لهفى على آرايه تلك التى ... مثل السهام إلى المصابح ترسل

لهفى على تلك العزايم كيف قد ... غفيت وكانت قبل ذا لا تغفل

لهفى على شمّ الحصون وكونها ... من بعده قد أصبحت تتململ


(١) قلبا: قلب
(٤) لأن: فى الأصل «الان»
(٥) القيمة: القيامة
(٦) كييبة: كئيبة--أبدا: أبدى
(٧) تأنّ: تئنّ
(٩) أن: فى تاريخ ابن الفرات ج‍ ٧ ص ٩٠ «اذ»
(١١) الرزى: الرزء--الدى فذحت: الذى فدحت
(١٤) الورا: الورى