للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال ان الامير عز الدين الحاج ازدمر حمل بنفسه حتى وصل الى منكوتمر، فطعنه ارداه عن جواده الى الارض. فترجلت عند دلك المغل عنده، وحملت عليهم المسلمين (٣)، فكان النصر، بمشيه الله تعالى وجميل لطفه. ثم ان منكو تمر ركب وولا هاربا مع من كان معه، وركبت المسلمين (٤) اقفيتهم قتلا واسرا. فلما عادت ميمنه التتار التى كانت كسرت ميسرة المسلمين، طلبوا منكوتمر، فلم يجدوه، ولا لأصحابهم خبر. فولوا ايضا منهزمين، لا يلوون على شئ. وكان دلك لطفا من الله عزّ وجلّ فى نصره دينه، وإلاّ لو رجعوا على المسلمين ما كان وقف قدامهم أحد. فردهم الله على اعقابهم ناكصين، ونصر الله المسلمين وامة خير المرسلين محمد الامين-صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين.

ولما كان ثانى يوم الوقعه المدكوره المويده المنصوره، جرد السلطان الايدمرى فى خمسة الاف [فارس] (١١). فساق خلف التتار الى النهر الاسود. قال والدى رحمه الله:

كنت فيمن جرد مع الايدمرى خلف التتار. فسقنا خلفهم الى النهر الاسود، وقتلنا منهم خلق كثير (١٣)، واسرنا ما يزيد عن خمس مايه نفر. وإنّ التتار قتلوا بعضهم بعضا. ولولا عرب خفاجه اخدوا كبارهم ودلوا بهم (١٤) على الطريق والمخايض، لكنا اخدناهم عن اخرهم.

هدا ما كان من التتار المنهزمين، (٢١٨) واما ما كان بدمشق، فانه لما كان يوم الجمعه بعد العصر خامس عشر رجب الفرد وقعت بطاقه مخلّقه من القريتين، مكتوب فيها ان التتار كسروا وخسروا. فدقت البشاير، وفرح الناس فرحا عظيما بعد ان ياست (١٩) الناس من اموالهم وانفسهم. ودلك ان اول هدا النهار كان قد وقع طاير


(٣) المسلمين: المسلمون--بمشيه: بمشيئة--وولا: وولى
(٤) المسلمين: المسلمون
(١١) أضيف ما بين الحاصرتين من م ف--قال والدى رحمه الله: وذكر ابن المحفدار، م ف
(١٣) خلق كثير: خلقا كثيرا
(١٤) ودلوا بهم: ودلوهم، م ف
(١٩) ياست: يئست