للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للملايكة المسومين فانجدت ووفيت للأمة المحمدية من النصر ما وعدت، وانكسر العدو المخذول وولا (٢)، وفاز الإيمان [من النصر] بالقدح المعلا.

وكتبنا كتابنا هذا، وقد نصر الله دينه، وأيّد معينه، وحمى حما (٣) الأمة، وكشف عن الإسلام كل غمة. فليأخذ الأمير حظه من هذه البشارة التى عظم قدرها، وفاح نشرها، وفاق ذكرها. والحمد لله رب العالمين».

فلمّا كان بعد صلاه الظهر من دلك اليوم ورد البريد بكتاب للامير سيف الدين قجقار المنصورى بما هدا نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم. نعلم المجلس السامى الأمير سيف الدين-لا زال مبشرا بكل خير ونضر، تبتسم له ثغور الأنام، وتعدّ حسناته مسطرة فى صحايف الأيام، وتميس به كما ماست صدور الأقلام-إن الله تعالى فتح علينا ونصر، وأعزّ سلطاننا بمن آمن وأذلّ من كفر. ولما كان ليلة الخميس، رابع عشر رجب سنة ثمانين وستماية، وصل إلينا خبر العدو المخذول، أنهم ركبوا من ظاهر حماه ليضربوا معنا مصافا راكبين متن الجور لا إنصافا. وكانوا فى ماية ألف من تتار وكرج وأرمن ومرتدّة، أو ما يزيدون عن هذه العدة. فلما كان ضحوة نهار الخميس المذكور وقعت العين فى العين، وطلبهم الإسلام بثأر ودين. ونادا (١٥) بشتاتهم غراب البين، والتحم القتال، (٢٢٠) واكتحلت الأعين بمراود النبال. فلم يكن غير أن أذن الله تعالى بالنصر فأيد الإيمان، وخذل أمة الكفر، وأنزل سكينته على راياتنا الصفر. وولا (١٨) العدو مخذولا مهزوما مكسورا. وأقبل الإسلام فى عزّ سلطاننا انه كان منصورا. وتجردت العدا (١٩) حتى من نفوسها، وبارك الله لخميسها فى خميسها.


(٢) وولا: وولى--ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش--المعلا: المعلى
(٣) حما: حمى
(١٥) ونادا: ونادى
(١٨) وولا: وولى--مخذولا: فى الجزرى ق ١٨ آ «المخذول»
(١٩) العدا: العدى