للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستصحب السلطان معه ايتمش السعدى والهارونى والجماعه الدين كانوا هربوا معهم، الدين تقدم فيهم القول. وردّ عليهم ما كان أخد لهم، واعاد اليهم اقطاعاتهم، ودخلوا معه الى الديار المصريه. وخرج السلطان من دمشق ثانى شهر شعبان المكرم، ودخل الى القاهره. فدخلها سادس عشرين شعبان المدكور. وزينت زينه عظيمه، وكان دخوله يوما ماراى الناس مثله.

ولما كان ثالث عشرين شعبان وصل الى دمشق تقدير مايتى فارس من التتار مجمعه، واخبروا ان منكوتمر مات، وان ابغا كان نازلا مقابل الرحبه ينتظر ما يكون من امر منكوتمر وجيوشه. فوصل اليه اوايل المنهزمين واخبروه بحالهم، ثم وصل اليه منكوتمر مجروحا، فغضب عليه وقال: «لم لا متّ، ولا جيتنى مكسورا».

وكدلك غضب على ساير المقدمين الدين كانوا معه، ثم ركب ورجع طالبا همدان.

وسار منكوتمر الى نحو بلاد الجزيره الى عند امه؛ فان هلاوون كان لما فتح جزيره ابن عمر اعطاها لأم منكوتمر.

وامّا سبب موت منكوتمر، فانه دكر ان القاضى جمال الدين بن العجميه سقاه سمّا فمات منه، واراح الله من شره. وعلم بدلك ضامن الجزيره، ابن القرقوى، فرافع القاضى جمال الدين، وعرف والدته بدلك. فقبضت على القاضى جمال الدين وجميع اولاده، ودبحتهم بيدها، واخدت جميع ما لهم. (٢٢٢) وقدر الله تعالى بعد دلك ان التتار اخدوا ابن القرقوى الدى سعى فى القاضى جمال الدين، فقتلوه هو وجميع اهله واولاده.

وامّا ابغا فانه وصل الى همدان، فتوفا (١٩) بها بين العيدين. وتولى الملك اخوه أحمد اغا، وكان مسلما ويحب المسلمين، كما ياتى دكر دلك فى السنه الاخرى-انشاء الله تعالى.


(١٩) فتوفا: فتوفى