للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن قاتلوا قتلوا، أو طاردوا طردوا ... أو حاربوا حربوا، أو غالبوا غلبوا

إلى أن أوجد الله من ادّخره (٢) لنصرة دينه، وإذلال الشرك وشياطينه، فأحيا فريضة الجهاد بعد موتها، وردّ ضالّة العزّ للإسلام بعد فوتها. ونرجوا (٣) من الله ولطفه أن نفترع ممالكهم ذروة ذروة، ونأتى إلى عقد قراهم (٤) فنحلّها عقدة عقدة، ونخلى ديارهم من ناسهم، ونطهر الأرض من أدناسهم وأرجاسهم، ونجدد للأمة قوة سلطانها، ونعيد كلمة الإيمان إلى أوطانها، إلى أن نلقى الله عزّ وجلّ بيض الوجوه، ونجد فى مجازاته ما نرجوه.

والله تعالى يثبت (٨) فى صحايف المولى أجر السرور بهذه المتجددات التى يعظم بها أجر الحامد الشاكر. ويجعل له أوفا (٩) نصيب من ثواب الغزوات التى أنجد فيها بهمته العالية، والإنجاد بالهمم مثل الإنجاد بالعساكر، إنشاء الله تعالى».

(٢٥٩) ومن انشا المولى فتح الدين ابن (١١) عبد الظاهر-رحمه الله-لصاحب اليمن أيضا فى بشاره كسر التتار على حمص. أخّرناها حتى اثبثناها هاهنا (١٢) لتكون هده البشاير تتلو بعضها بعضا فى مكان واحد بحول الله وقوته.

«بسم الله الرحمن الرحيم. أعزّ الله أنصار المقام العالى المولوى الملكى المظفرى الشمسى، وأعلا (١٥) مناره، وضاعف اقتداره. إعلامه أنه لمّا كان بتاريخ الرابع عشر من شهر رجب الفرد سنة ثمانين وستماية، فتح الله بنصر المسلمين على أعداء الدين <من الكامل>:

من كلّ (١٨) ... من لولا تسعّر بأسه

لاخضرّ جود فى يديه الأسمرى.


(٢) ادّخره: فى الجزرى «أوجده»
(٣) ونرجوا: ونرجو
(٤) قراهم: فى الجزرى ق ٣٠ آ «قواهم» --عقدة عقدة: فى الجزرى «عروة عروة»
(٨) يثبت: يثبت
(٩) أوفا: أوفى
(١١) ابن: بن
(١٢) اثبتناها هاهنا: اثبتناها ههنا
(١٥) وأعلا: وأعلى
(١٨) من كل: فى الأصل «بكل»، والصيغة المثبتة من القلقشندى، صبح الأعشى، ج‍ ٧ ص ٣٦٠ - -جود: جودا