للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغاض زرق القنا فى زرق أعينهم ... كأنّها شطن تهوى إلى قلبى

توقّدت وهى تروى (٢) ... فى نحورهم

فزادها الرىّ فى الإشراق واللهبى

أجرت إلى البحر بحرا من دمايهم ... فراح كالراح إذ غرقاه كالحبى

وذاب من حرّها عنهم حديدهم ... فعبّدتهم به دعوى (٤) يد الرهبى

تحكّمت فسطت فيهم قواضبها ... قتلا وعفّت لحاويها عن السلبى

كم أبرزت بطلا كالطود قد بطلت ... حواسّه فغدا كالمنزل الخربى

كأنّه وسنان الرمح يطلبه ... برج هوى ووراه كوكب الذنبى

بشراك يا ملك الدنيا لقد شرفت ... بك الممالك واستعلت على الرتبى

ما بعد عكا وقد لانت عريكتها ... لديك شئ تلاقيه على تعبى

فانهض إلى الأرض فالدنيا بأجمعها ... مدّت إليك نواصيها بلا نصبى (١٠)

كم قد دعت وهى فى أسر العدى زمنا ... نحو (١١) الملوك فلم تسمع ولم تجبى

لقيتها (١٢) ... يا صلاح الدين معتقدا

بأنّ ظنّ صلاح الدين لم يخب

أسلت فيها كما سالت دمايهم (١٣) ... من قبل إحرازها بحرا من الذهبى

أدركت ثأر صلاح الدين إذ عصيت (١٤) ... لسرّ طواه الله فى اللقبى

وجئتها بجيوش كالسيول على ... أمثالها بين آجام من القضبى


(٢) تروى: فى المتن «تهوى» والفعل مصحح بالهامش بقلم ابن الدوادارى
(٤) فعبدتهم به دعوى: فى ز ت وابن الفرات وابن شاكر «فقيدتهم به ذعرا»
(١٠) بلا نصبى: فى المتن «بلا تعبى»، وكتب ابن الدوادارى فى الهامش «لعله بلا نصبى»، وهى الصيغة الصحيحة، انظر ز ت وابن الفرات وابن شاكر
(١١) نحو: فى ز ت وابن الفرات وابن شاكر «صيد»
(١٢) لقيتها: فى الأصل «لبقيها»؛ بينما فى ز ت وابن شاكر «أتيتها» وفى ابن الفرات «لبيتها»؛ والصيغة المثبتة من Zettersteen S ٧٣
(١٣) دمايهم: دماؤهم
(١٤) عصيت: فى ز ت وابن الفرات «غضبت»؛ وفى ابن شاكر ج‍ ١ ص ٣٠٧ «غصبت»