للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«بسم الله الرحمن الرحيم. أخوه خليل بن قلاوون. هذه المكاتبة إلى المجلس السامى القاضى الأجلّ الكبير، الإمام العالم العامل، الفاضل الأثير، الأكمل الأوحد، الرئيس الزاهد العابد، شهاب الدين جمال الإسلام، فخر الأنام، شرف العلماء، جلال الرؤساء، عز الأكابر، شمس الشريعة، صفوة الملوك والسلاطين، خصه الله بأنواع التهانى، وأتحفه بالمسرّات التى تعود بالسبع (٢٨٥) المثانى، وأورد على سمعه بشاير نصرنا وظفرنا ما يستوعب فى وصفه الألفاظ والمعانى. نبشّره بما فتح الله به على الإسلام، ما سطّرته فى صدور الطروس الأقلام، مما لم تسطّر إلى الأقاليم بأعظم من بشايره، ولا سرت برد المسرّات بأحسن من إشاراته وأشايره، ولا تفوّهت ألسنة خطباء هذا العصر من النصر على المنابر بأفصح من معانيه فى سالف الدهر وغابره، وذلك البشرى بفتح قلعة الروم، والهناء لكلّ من رام للإسلام نصرا ببلوغ ما رام وما يروم.

ومن أحسن قصص هذا الفتح المبين، والمنح الذى تباشر به ساير المؤمنين، وتساوى فى الإعلان والإعلام به كلّ من قرّ عينا من الأبعدين والأقربين، ويخصّ (١٤) فى ذلك بشرا تسرّ به الحكام، ثم تعمّ البشرا عامة الناس، ويفرض لكلّ ذى مرتبة عليّة منه نصيب يجمع من الابتهاج الأنواع والأجناس. وذلك أنّا ركبنا بنية غزوها من مصر لقصد عداها، وقد كان [من] (١٦) قبلنا من الملوك يستبعد مداها، ويناديها فلا يجيب إلاّ بالصدّ والإعراض صداها، ويسايل النسيم عن جبالها فيحيل (١٧)


(١٤) ويخص. . . عامة الناس: فى الجزرى، حوادث الزمان (مخطوطة باريس ٦٧٣٩، نشر، (Sauvaget,Chronique de Damas,S ٩٠١ - ٠١١ وفى النويرى ج‍ ٢٩ ص ٦٥ (انظر ملحق ١١ لسلوك المقريزى ج‍ ١ ص ١٠٠٥ - ١٠٠٧)، وفى ز ت «ويخص بمسرى مسرّاته الحكام ليعموا بنشرها عامة الناس» --البشرا: البشرى
(١٦) أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى ص ١١٠، والنويرى ص ٦٥، وز ت
(١٧) فيحيل: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «فتحيل»