للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال الملك: أيّها القاضى الفاضل فهل تعلم أنّ أحدا امتدح الشيب؟ فقال:

نعم أيّها الملك الجليل، والسيد النبيل: منثورا ومنظوما، (٢) فأمّا المنثور الذى كالدرّ المنثور، فقد قيل:

الشيب حلّة (٧) العقل، وشيمة الوقار، الشيب زبدة مخضتها الأيّام، وفضّة (١) سبكتها التجارب، الشيب رداء العلم والأدب، يا عائب الشيب لا بلغته، سرى فى طريق الرشد بمصباح الشيب (٣٢١) عصى شياطين الشباب، وأطاع ملائكة الشيب، ما خير ليل ليس فيه نجوم، للشيخ الرأى وللشباب الكيس، الشيخ يقول عن عيان، والشباب يقول عن سماع، ومن كلام عبد الله بن المعتزّ فى ذلك، عظّم الكبير فإنّه عرف الله تعالى قبلك، وارحم الصغير فإنّه أغرّ بالدنيا منك، ومن شعره فيه (من الخفيف): (٣)

قد يشيب الفتى وليس عجيبا ... أن يرى النور فى القضيب الرطيب

ولدعبل الخزاعى فيه (من البسيط): (٤)

إنى أنا السيف لا ترضيك جدّته ... وليس يرضيك إلاّ بعد إخلاق

ولأبى تمّام فى المعنى (من البسيط): (٥)

ولا يروعك (٨) ... إيماض القمير به

فإنّ ذاك ابتسام الرّأى والأدب

وله (من الكامل): (٦)

يا شيبتى دومى ولا تترحّلى ... وتيقّنى أنّى بوصلك مولع


(١) -٣٧٨
(٢) مأخوذ من التمثيل والمحاضرة ٣٨٣، -١ - ٣٨٥،٣
(٣) ديوان ابن المعتز ٣/ ٢٤٢، -٢، رقم ٤٨؛ ديوان ابن الرومى ١/ ١٣٨، رقم ٣؛ ديوان دعبل ٣٤٢
(٤) ديوان دعبل ١٥٨،١
(٥) ديوان أبى تمام ١/ ١١٠، -٥، رقم ٧،٥
(٦) ديوان أبى الفتح البستى ٢٧٢، -١
(٧) حلة: حلية التمثيل
(٨) لا يروعك: لا يؤرقك الديوان