للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويشيب لهوله المولود، ومولانا السلطان لم يعلم انه بايديهم يكون شهيد (١)، {وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاّ (٢_)} أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٢). وليكن لهم فى الدنيا خزى وفى الآخره عذاب اليم، فلا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم.

كان السلطان الشهيد قد اعتقل بعض الامرا، ثم افرج عنهم (٤)، فبقى فى قلوبهم منه. وكان السلطان شديد الهيبه، عظيم السطوه، زايد النخوه، وكان قد مكن الوزير بن (٦) السلعوس تمكينا عظيما. وحصل بينه وبين بيدرا تنافس على امور المملكه؛ وكان ادا اراد بيدرا امرا عطل عليه الوزير. وكان السلطان ادا غضب على امير احسن اليه بيدرا واستماله اليه حتى لف عليه جماعه كبيره من الجوانيه ومن البرانيه. وتفاقم الامر بين الوزير وبين بيدرا، وعاد كل منهم (٩) يبلغه عن الاخر عده اقاويل رديه (١٠)، وكان السلطان يشد ازر الوزير وينصره بالدايم على النايب بيدرا حتى تزايد الشر بينهما.

وكان لما يريده الله تعالى (٣٠٣) من نفاد قضايه وقدره، لما توجه السلطان ونزل الاهرام، حصل له غيظ من بيدرا، فضربه بالمقرعه على راسه بين الناس وشتمه ونهره، وقيل ان دلك لاجل الوزير. فكان هدا اكبر أسباب الفتنه للامر المقدّر. وتوجه السلطان بعد دلك فنزل الطرّانه. فلما كان ثانى عشر المحرم ركب السلطان بعد ما كان اعطا (١٦) ساير الامرا دستور ان كل منهم يتوجه حيث شاء.

قال الامير شهاب الدين بن الاشل امير شكار: كنت فى خدمه السلطان، انا والامير مبارز الدين سوار امير شكار، والسلطان راكب حجره شهبا، وقد شد


(١) شهيد: شهيدا
(٢) القرآن ٨٥:٨
(٢_) إلا: فى الأصل «الى»
(٤) عنهم: فى الأصل «عنه»
(٦) بن: ابن
(٩) منهم: منهما
(١٠) رديه: رديئة-- بالدايم: فى الأصل «بالدائم»
(١٦) اعطا: أعطى--دستور: دستورا