للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: وهدا الشعر جميعه مما يكون فى طبقه المقبول ولعل فيه ابيات (١) تحتمل ان تكون فى طبقه المطرب، وليس فيه شئ يصل الى طبقه المرقص. ومما يجوز ان يكون فى طبقه المطرب ايضا قوله عفا الله عنه <من الكامل>:

قبّلته ولججت فى تقبيله ... حتى استحالت صبغة الرحمن

يا خدّه عذرا إليك فإنّنى ... أذبلت فيك شقايق النعمان

وقوله <من الوافر>:

أراق دمى بسيف اللّحظ عمدا ... وها أثر الدماء بوجنتيه

فلمّا خاف من طلبى لثأرى ... أقام عذاره زردا عليه

ومن مستطرفاته، وقد امطرت دمشق حتى كادت تغرق، فقال <من الرمل>:

إن يدم ذا الغيث شهرا واحدا ... جاء بالطّوفان والبحر المحيط

ما هم من قوم نوح يا سما ... أقلعى عنهم فهم من قوم لوط

وله فى من عدر (١٢) وكان عن الوصل استعدر <من المتقارب>:

أتاك العذار على بغتة ... فإن كنت فى غفلة فانتبه

وقد كنت تأبا (١٤) ... زكاة الجمال

فهذا شجاع طوقت به

وقوله <من البسيط>:

لإن (١٦) ... غاب عنى شخصك يأسولى فمسكنه

على الدوام بقلب الواله العانى

هو المقدّس لمّا أن حللت به ... لكنّه ليس فيه عين سلوان

نجز ما اختير من شعره-عفا الله عنه.


(١) ابيات: أبياتا
(١٢) عدر: عذر--استعدر: استعذر
(١٤) تابا: تأبى
(١٦) لإن: كذا فى الأصل والشطر الأول مضطرب الوزن ولعلّ الصيغة الصحيحة هى «إن غاب شخصك يأسو لى فمكنه»