قلت: وهذا القدر من هذا الباب كاف، إذ له من هذا النوع كثير جدا.
وله القصيده المعرّبه بالبيان عن احوال الانسان، وهى هده <من الكامل>:
أصبحت بين شوامت وحواسد ... ومحاور ومخادع ومعاند
ومحارب ومسالم ومقاصص ... ومسامح ومخاذل (٤) ومساعد
ما بين أعداء علىّ كثيرة ... والجمع يقهر للضعيف الواحد
دنيا ونفس تستشبّ مع الهوى ... وتحيّل من كلّ باغ مارد
ما بين يوم يستجدّ وليلة ... تمضى ومولود يشيب ووالد
قد مزّقته يد البلا وتقسّمت ... أجزاه بين سحايب وجلامد
وإذا قصدت من الزمان قضيّة ... أرضى بها جاءت بغير مقاصدى
وإذا انفردت بخلوة فى منزلى ... لى فيه أعداء يرمن مناكدى
بقّ وبرغوث وناموس له ... ضرب كضربات أتت من فاصد
وخنافس سود وحمر معهما ... نمل يدبّ على سبيل واحد
والوزغ والثعبان أشنع ما يرى ... والعقرب المسموم ثمّ مراصدى
والعرس والسنّور والفيران فى ال ... أوطان بين تحارب وتطارد
والعنكبوت مع الرثيلة والذى ... يسمى أبا صوفان ليس براشد
والعثّ والزنبور بينهما أرى ... سوسا يطير مع الذباب الفاسد
والدود والقردان والكلب الذى ... يعوى علىّ ولا يزال معاود
(٣٥٣) والقمل والصرصار والسحلى وما ... لم يسم عندى فى الديار مناكدى
كلّ يكدّر صفو وقت تلذّذى ... ويشوب بعض مصالحى بمفاسدى
هذا وكم علل تفرّق نوعها ... فى الجسم بين تناقص وتزايد
(٤) ومخاذل: فى المتن «ومخالد» والكلمة مصححة بالهامش