وأمّا الأمير جمال الدين نايب الشأم فإنّه توجّه يوم الجمعة العشرين من شوّال بالعسكر الشأمىّ وصحبته من الرجّالة والفلاّحين جمع كثير، وقصد جبل الكسروان والدرزيّة، فقتلهم قتلا ذريعا بسبب ما كانوا اعتمدوه فى حقّ الجيوش الإسلاميّة حسبما تقدّم من فعلهم الذميم، وكسرهم كسرة شنيعة، وذلك فى ثانى شهر ذى القعدة. ودخلوا تحت الطاعة قسرا وقرّر عليهم مال كثير، والتزموا بذلك وبجميع ما أخذوه من العساكر، وأقطعت أراضيهم وبلادهم. ثمّ عاد الأمير جمال الدين بالعساكر ودخل دمشق يوم الأحد ثالث عشر ذى القعدة. وخرج أهل دمشق والتقوه
وأمّا الذى احترق بدمشق فى أيّام التتار مع ضواحيها: فمن البيمارستان النورىّ إلى الناصريّة، ومسجد صابون، ودار الحديث الأشرفيّة، وتربة الصاحب نور الدين، ومسجد الأسديّة. وسلّم الله تعالى الجامع. وأمّا جبل الصالحيّة، فلم يبق به شى على حاله، مع شى كثير فى جميع ضواحى دمشق، والله أعلم. وهذا آخر ما وصلت إليه القدرة فى ذكر أخبار التتار
وفى هذه السنة توفى الأمير علم الدين الدوادارىّ رحمه الله بحصن الأكراد، وصلّوا عليه بدمشق يوم الجمعة رابع وعشرين شهر رجب، وكان رحمه الله من الأمرا الكبار الأعيان الفضلاء الحافظين الدايبين الورعين وقيل فى هذه السنة كان وفاة الملك المظفّر صاحب حماة المقدّم ذكره والله أعلم (١٨)