للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشرح وزير المغرب من هذا التأكيد لعدم الاستعانة بالذمّة فى أمور المسلمين شيئا (٢) كثيرا جدا بروايات صحيحة من عدّة وجوه فأثّر ذلك عند مولانا السلطان عزّ نصره وعند الأمرا، فأمر أن يلبسوهم الأزرق والأصفر والأحمر للسمرة من اليهود. وأسلم منهم فى تلك النوبة جماعة، منهم أمين الدين أمين الملك بن العنام. وكان لبسهم ذلك يوم الخميس العشرين من شهر رجب من هذه السنة

وفيها فى تاسع ذى القعدة وصل من الشأم المحروس أمير (٧) يسمّى أنص، يخبر بحركة غازان وأنّه قد أرسل قدّامه رسولا (٨)، وكان هذه عادتهم من قبل هذا الوقت الذى وضعت فيه هذا التأريخ: إذا أرسلوا رسولا يكونون خلفه. وإنّما فى هذا الوقت المبارك لما حصل من الصلح معهم لما دخل فى قلوبهم من الهيبة السلطانيّة الناصريّة عادت لا تكاد رسلهم (تنقطع، بل (١٢)) واصلين إلى الأبواب الشريفة بالتحف والهدايا الحسنة كما يأتى ذكر ذلك فى تأريخ سنيه إنشاء الله تعالى ولقد أذكر فى وقت. وكان قد وصلت رسل التتار، وكان الوالد سقى الله عهده فى ذلك التأريخ مهمندارا بدمشق المحروسة، وذلك فى سنة عشر وسبع ماية. وكان النايب بدمشق يومئذ الأمير سيف الدين كراى المنصورىّ رحمه الله. فحصل من الوالد فى حقّهم خدمة جيّدة فى وقت ورودهم وعند مصدرهم وعودهم من الأبواب الشريفة. وكان قد أعجبهم الوالد رحمه الله واستحسنوا شكله وفعله، فأوعدوه الإحسان عن عودتهم من الأبواب العالية. فعرّف الوالد للأمير سيف الدين كراى ملك الأمرا ذلك، حتى عاد فى كلّ


(٢) شيئا كثيرا: شئ كثير
(٧) أمير: اميرا
(٨) رسولا: رسول
(١٢) تنقطع بل: بالهامش