فأمّا التى مع قبجق فتوجّه بهم من جهة قلعة الروم ودخل الدربند، فغاروا ونهبوا وقتلوا من لقوا فى طريقهم. ونازلوا بعد ذلك تلّ حمدون، وحاصروها وضيّقوا عليها، وفتحوها يوم الخميس ثالث وعشرين ذى القعدة. وكان فتحها بالأمان، ووقع الاتّفاق مع صاحب سيس على أن يكون للمسلمين من جاهان إلى حلب وله من حدّ النهر ورايح، ويعجّلوا بحمل جميع ما هو عندهم متأخّر فى تلك السنين المقدّمة. ثمّ أرسلوا إلى القلاع التى بقيت. وهى سبع قلاع منها: نجيمة والنقيّر وغيرهما من قلاع سيس. وكان قد أعطوا للرجّالة الأمان إلى نهر جاهان. فلمّا وصلوا بهم إلى النهر تبعتهم الطمّاعة والنهّابة، فقتلوهم ونهبوهم ووجدوا فيهم سبعة ملوك من ملوك الأرمن وهم أصحاب القلاع السبع. وكان صاحب سيس قد احتال عليهم وسيّر نايبه إلى تلّ حمدون وصحبته خزانة مال ويقول للملوك: تحضروا إلى تلّ حمدون، تأخذوا منها نفقة تنفقوها فى رجّالتكم وتحصّنوا قلاعكم. فقد تحقّقت أنّ هذه العساكر غيّارة. -قال. فحضروا الملوك المذكورون إلى تلّ حمدون، ونفق فيهم يومين وفى اليوم الثالث احتاط بهم العسكر المنصور، فما بقى لهم سبيل إلى الخروج
فلمّا ملكت تلّ حمدون وأمّنوا من بها وتوجّهوا إلى نهر جاهان مسيرة يومين من العسكر وصلت قصّاد صاحب سيس تقول للأمرا الإسلاميّة: هؤلاء هم الملوك أصحاب القلاع وأنتم تعلموا أنّ بلادى قد خربت. وهؤلاء ما كانوا يوافقونى على مصلحة السلطان ويمنعوا الحمل ويقولوا: خلّى. أنت منّا للمسلمين. -فعند ذلك سيّروا الأمرا خلفهم وردّوهم إلى عندهم وضربوا رقاب الباقى من أصحابهم. وكان اسم كبير هؤلاء الملوك السرماق. وهو صاحب قلعة نجيمة. فلمّا تحقّق أنّ صاحب