للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ تقىّ الدين وسألوه عن مواضع خارجا (١) عن العقيدة. وجعل الشيخ صفىّ الدين يتكلّم معه كلاما كثيرا (٢). ثمّ إنّهم رجعوا عنه واتّفقوا أن كمال الدين بن الزملكانىّ يحاققه من غير مسامحة، ورضوا بذلك الجميع.

وانفصل الأمر بينهم أنّه أشهد على نفسه الحاضرين أنّه شافعىّ المذهب، يعتقد ما يعتقده الإمام الشافعىّ رضى الله عنه. ورضوا منه بهذا القول، وانصرفوا على ذلك

فعند ذلك حصل من أصحاب الشيخ تقىّ الدين كلام كثير وقالوا:

ظهر الحقّ مع شيخنا. -فأحضروا واحدا (٨) منهم إلى عند القاضى جلال الدين الشافعىّ فى العادليّة، فصفعه وأمر بتعزيره، فشفعوا فيه. وكذلك فعل الحنفىّ بآخر وآخر من أصحاب الشيخ تقىّ الدين

ثمّ لمّا كان يوم الاثنين ثانى وعشرين الشهر قرأ الجمال المزّىّ المحدّث فصلا فى الردّ على الجهميّة من كتاب «أفعال العباد» تصنيف البخارىّ رضى الله عنه، قرأ ذلك فى مجلس العامّ تحت النسر. فغضب بعض الفقها الحاضرين وقالوا: ما قرئ هذا الفصل إلاّ ونحن المقصودون بهذا التكفير. -قال: فحملوه إلى قاضى القضاة الشافعىّ، فرسم بحبسه.

فبلغ الشيخ تقىّ الدين ذلك، فقام حافيا فى جماعة من أصحابه، وأخرج المذكور من الاعتقال. فعند ذلك اجتمع القاضى بملك الأمرا، وكذلك الشيخ تقىّ الدين والنقبا عند ملك الأمرا، واشتطّ تقىّ الدين على القاضى، وذكر نايبه جلال الدين وأنّه آذى أصحابه بسبب غيبة نايب السلطان فى الصيد.

فلمّا حضر نايب السلطان رسم بطلب كلّ من أكثر كلامه من الطايفتين، وأمر


(١) خارجا: خارج
(٢) كلاما كثيرا: كلام كثير
(٨) واحدا: واحد