يلوذ به من الأمرا. ثمّ إنّهم راسلوا مولانا السلطان وترقّقوا له، فرجع إلى لينه الشريف الطاهر، ولان لهم بعد القساوة، ودخلوا إليه، ووقفوا بين يديه، وأخلع عليهم، وكانوا قد تخيّلوا من الأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار، وقالوا: ما غيّر خواطره الشريفة علينا غيره. -فأجمعوا رأيهم على خروجه عنهم من الديار المصريّة. فخرج هو وبعض مماليكه من المماليك السلطانيّة.
فأقاموا بغزّة أيّاما
ثمّ رجعوا المماليك السلطانيّة إلى الخدمة الشريفة، ورسم للأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار بنيابة قلعة الصبيبة. وكان يترجّى العودة إلى الديار المصريّة، فاستمرّ فى الصبيبة إلى شهر شعبان المكرّم حصل لنايب صفد الأمير شمس الدين سنقر شاه المنصورىّ مرض، فسيّر يسأل النقلة إلى دمشق. فورد المرسوم للأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار بنيابة صفد، عوضا عن الأمير شمس الدين سنقر شاه، ورسم لسنقر شاه بالتوجّه إلى دمشق على إقطاع الأمير ركن الدين الجالق، بحكم وفاته حسبما نذكر ذلك فى تأريخه. فتوجّه الأمير شمس الدين سنقر شاه إلى دمشق، فتوفّى قبل دخوله إليها بأرض ضيعة دارايا. وخلّف من الأموال ماية ألف دينار وعشرة آلاف دينار، ومن الخيول والجمال والبغال والبرك والعدّة والسلاح والقماش والأوانى ما قيمته مثلها. ولم يخلّف غير بنت واحدة، وشريكها السلطان
وفيها وصل فتح الدين بن ضبرة من أسر التتار إلى دمشق المحروسة. وكان سبب خلاصه ما ذكره من لسانه ما كان من أمر التتار مع أهل كيلان