للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولو أمكن السعى كلّ القلاع ... لجاءت إليك وكلّ الثغور

وقلعة مصر فقد عمّها ... جزيل التهانى وفرط الحبور

فلا زلت تملك رقّ الملوك ... وتعفو عن الذنب للمستجير

وبغداد لا تنسها إنّها ... مخبأة لكم فى الخدور

شهاب الدين أحمد الشرمساحىّ يقول <من البسيط>:

ولّى المظفّر لمّا فاته الظفر ... وناصر الحقّ وافى وهو منتصر

وقد طوى الله ما بين الورى فتنا ... كادت على عصبة الإسلام تنتشر

لله عقبى الناس قد رجعت ... إلى الصلاح الذى قد كان ينتظر (٨)

فنالهم من بعد خوفهم أمن ... تشاركت فيه أهل البدو والحضر

فلتطمأنّ قلوب أمنها رهب ... ولتغمضنّ عيون نومها سهر

الله أذهب عنّا الحزن فانفرجت ... عن القلوب كروب صفوها كدر

إنّ الزمان الذى عمّت إساءته ... على البريّة أمسى وهو معتذر

فقل لبيبرس إنّ الدهر ألبسه ... أثواب عارية فى طولها قصر

وقد أتى يستردّ الآن ما غلطت ... به عليه ليال دأبها الغرر

لمّا تولّى تولّى الخير عن أمم ... لم يحمدوا أمرهم فيها ولا شكروا

فما مشى للورى حال بدولته ... ولا استقاموا على الحسنى كما أمروا

وكيف تمشى به الأحوال فى زمن ... لا النيل أوفى ولا وافى به مطر

وكلّ خضراء أمست وهى يابسة ... والرزق تيسيره للمرتجى عسر

هيهات قد دهمته كلّ نايبة ... لقدر كلّ عظيم عندها صغر


(٨) المصراع الأول مضطرب الوزن