للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله أعطاك الذى لم يعطه ... ملكا سواك برغم آناف العدى

لا زلت منصور اللواء (٢) ... مؤيّد ال‍

عزمات ما هتف الحمام وغرّدا

محمد المنبجىّ فى المعنى يقول <من البسيط>:

قضت ظباك على أعدايك الظفر (٤) ... والحكم فى الملك للهنديّة البتر

فطل بهمّتك العلياء مفتخرا ... فباع همّة من عاداك ذو قصر

فأنت من ذكره بالبأس شاع وبال‍ ... ‍إقدام فى الناس يوم النفع والضّرر

وذكر سيرته الحسناء مشتهر ... فقد غدت غرّة فى أوجه الدهر

ما أرّخوا قبلها مثلا لها أبدا ... أهل التواريخ من بدو ومن حضر

نشأت فى حجر هذا الملك مرتضعا ... لثديه غير مفطوم من الصّغر

وحين آل إليك الأمر وامتثلت ... منه المراسم فى ورد وفى صدر

أعرضت عنه (١١) ... لأسباب علمت بها

وخبر شهرتها يغنى عن الخبر

وعدت ثانية يقظان محترسا ... وبتّ من كبد تخشى على صدر

وهذه العودة الغرّاء ثالثة ... تقضى لك الحقّ فى أيّامك الأخر (١٣)

فارقت ملكك مختارا لمعرفة ... بنيّة العود تسليما إلى القدر

وبعد ما سرت عن مصر وساكنها ... وغبت عنها وعنهم غيبة القمر

لاموك فى كلّ ما دبّرت من حيل ... بليغة نسبوها منك للضّجر

إن غبت عن وطن كادت تغيّره ... للبعد عنه وحشاه (١٧) من الغير

فالشمس أحسن ما تجلى إذا بزغت ... من بعد غيبتها ليلا عن النظر

يفديك من نال ما قد نال مختلسا ... ما ليس أهلا لا بالكيد والحقر


(٢) اللواء: اللوى
(٤) الظفر: الظفرى--البتر: البترى
(١١) عنه: عليه
(١٣) الأخر: الاخرى
(١٧) وحشاه: كذا فى الأصل--الغير: الغيرى