للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شوقهم إلى ما كانوا قد عزموا عليه. ثمّ إنّ الأمير ركن الدين الدوادار لمّا اجتمع بمولانا السلطان قال له: هذا رجل قد دخل فى رأسه دخان المشعل وما يجى منه خير. -فتغيّرت عليه الخواطر الشريفة بخلاف ما كانت نيّته له. ثمّ إن بهادر آص لم يزل يثنيه عن كلّ مقصد حتى أجاب إلى التوجّه إلى صهيون. هذا ما كان من بيبرس

وأمّا مولانا السلطان-خلّد الله ملكه، وجعل الأرض بأسرها ملكه- فإنّه طلب الوالد ورسم له أن يتوجّه فى خدمة الأمير شمس الدين قراسنقر وأن يجعل من العربان عيونا (٨) وأرصادا على بيبرس فى الطريق البدريّة، ويكونوا يردّوا على الأمير شمس الدين قراسنقر خبره، منزلة بمنزلة وماء بماء. فامتثل الوالد المراسم الشريفة، وتوجّهنا صحبة قراسنقر فى الدرب الشأمىّ. وأخبار بيبرس ترد علينا من عرب العايد منزلة بمنزلة، حتى إذا كنّا بمنزلة رفح انقطع عنّا خبره. فخشى قراسنقر وخاف وطلب الوالد وقال له: يا جمال الدين، والله ما أعرف تحصيله إلاّ منك، فإنّ نحن خرجنا متّكلين على عربك، وهذا أمس واليوم ما جانا خبر. وقد رسم لى مولانا السلطان أنّى لا أطلب أخباره إلاّ منك. -فقال الوالد: يا خوند، نحن سبقنا ولا تخشى! فهو ما يفوتنا بمعونة الله وسعادة مولانا السلطان، لكن ندخل من هاهنا البرّيّة ونفترق ثلاث فرق، وأىّ فرقة وقعت عليه حصّلته. -فقال: أفعل ذلك. -فافترقوا عليه ثلاث فرق: الواحدة مع أنغاى قبجق والأخرى مع أركتمر والثالثة مع قراسنقر. وسيّر الوالد مع كلّ فرقة عربا (٢٠) أدلاء من العايد. ودخلنا البّريّة صلاة الصبح


(٨) عيونا وأرصادا: عيون وارصاد
(٢٠) عربا: عرب