للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فعن قليل وصل الرسول المذكور إلى الأبواب العالية، وورد الخبر بذلك، وأنّه وصل إلى ثغر الإسكندريّة المحروس. فسيّر مولانا السلطان الأمير سيف الدين آقول الحاجب، والتقاه ملتقى (٣) حسنا. وكان صحبته تقدير ثلاث ماية نفر كبار وصغار، ومماليك وجوار، وحضر صحبته وفى خدمته أخو سكران التاجر الفرنجىّ، وحضروا إلى الباب الشريف. وأنزلوا فى الكبش على بركة الفيل. ورتّبوا لهم الراتب الكثير. وبعد ثلاثة أيّام استحضرهم مولانا السلطان، ونظر الرسول إلى ترتيب الملك بالديار المصريّة مع هيبة مولانا السلطان التى تكاد تفلق الحجر وتحيّر البصر، فدهش وحار، وعلاه الانبهار، ولم يطيق الكلام إلاّ (٩) بعد ساعة حتى ردّ روعه إليه، وأدىّ الرسالة، وهو يتلجلج فيها. وقدّم ثمانين مملوكا تركا وعشرين جارية كالبدور الطلع. هذا والأمرا والمقدّمين وقوف، صفوفا صفوف (١١)، وقد لبسوا الكلوتات الزردكش والطرز الزركش. وجلس مولانا السلطان -خلّد الله ملكه، وجعل الدنيا بحذافيرها ملكه-فى الإيوان الجديد وخلفه ألف مملوك كأنّهم اللؤلؤ والمرجان، وماية سلحدار، والأمير سيف الدين أرغون النايب واقف بين يديه، وبكتمر الحاجب كذلك، وثمانين طيردار، وشرف الدين أمير حسين بن جندر أمير شكار، وكذلك كسرى لأجل طيور التقادم. وكان من جملة كلام الرسول، بين يدى المواقف الشريفة يقول:

ابن عمّك يسلّم عليك ويهنّيك بهذا الملك الذى أعطاك الله، ولم يكن اليوم شى مثل ملكك. -ثمّ أنهى صورة ما جرى على عساكره من قراسنقر ورفقته. ولولا هم ما كان عسكر خدابنداه له عندنا قدر. وعمرنا


(٣) ملتقى حسنا: ملتقا حسن
(٩) إلا: الى
(١١) صفوفا صفوف: صفوف صفوف