للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من استنّت محامل البقولات مزروعة على أظهر الجمال مع عدّة من أصناف الرياحين، وكذلك كانت حجّة الآدر الشريفة خوند طغاى فى أيّام مولانا وسيّدنا ومالك الرقبا (٣) السلطان الأعظم الملك الناصر عزّ نصره

وفيها كان بدوّ الحريق العظيم بمصر والقاهرة. وكان من فعل النصارى، وسببه أن برز المرسوم الشريف بخراب كنيسة الكرج التى كانت تعرف بالحمرا. فشرع العامّة فى هدم عدّة من الكنايس وهم: كنيسة الزهرى، كنيسة أبى (٧) متّى، كنيسة السبع سقايات، كنيسة الفهادين، كنيسة حارة برجوان، كنيسة رملة الحسينيّة، كنيسة بالقاهرة، الجملة سبع كنايس أخربوها العامّة ونهبوا منها (٩) أشيا كثيرة. فشرعوا النصارى فى الحريق بمصر والقاهرة فى ساير الأماكن. ولقد بلغنى أنّهم تسمّوا بالمجاهدين، وهم الذين كانوا تجرّدوا لهذا الفعل. وكانوا يرمون الخرق المحشوّة بالزيت والكبريت ويؤرّثون فيها النار ويحذفونها فى أسطحة البيوت ويدفنونها تحت الأبواب الخشب. وعادت أيّام شنيعة، وكلّ أحد خايف وجل على نفسه وملكه وماله. وأحرقت عدّة دور حسنة لها صورة. وعادوا النصارى يزعمون أنّ النار تنزل من السما، ليوهموا أنّ ذلك لسبب خراب كنايسهم.

ثمّ إن النصارى طلبوا فاختفوا، ومسك منهم جماعة، وعوقبوا، فمنهم من أقرّ ومنهم من احتمل العقوبة ولم يقرّ

وفيها رجمت العامّة القاضى كريم الدين الكبير عند خروجه من الميدان ورجع هاربا، ومسك جماعة منهم الولاية وعوقبوا. ثمّ إنّ ذلك كان أوّل بدوّ خمول القاضى كريم الدين، فنعوذ بالله من الخمول الذى يؤول إلى زوال النعم


(٣) الرقبا: رقبا
(٧) أبى: أبو
(٩) منها: منهم