للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنوّاب حسبما نذكر من تغيّر أحوالهم فى الأبواب، فى السنة الآتية فى هذا الكتاب. وفى هذه السنة الأمير سيف الدين أرغون نايب الديار المصريّة بالأبواب العالية، وهو مهتمّ إلى الحجاز الشريف بجميع أهله وولده. وتوجّه أوان الحجّ فى خدمة الآدر الشريفة خوند بنت أخى (٤) الملك أزبك المقدّم ذكر حضورها. وفى أواخر شهر صفر عزل القاضى شمس الدين غبريال عن النظر بالأبواب الشريفة، وتولّى مكانه مجد الدين بن لفينة ورجع إلى نظر الشأم مكانه بدمشق. وحضر كريم الدين الصغير بطّال ولزم بيته. ثمّ توجّه به إلى أسوان وانقطع خبره. وفى سلخ شهر جمادى الأولى تولّى الأمير سيف الدين طينال الحاجب نيابة طرابلس عوضا عن الأمير شهاب الدين قرطاى الحاجب بحكم انتقاله إلى دمشق أميرا بها. وفيها أفرج الله تعالى عن الأمير سيف الدين بلبان طرنا، وتوجّه إلى حلب أميرا بها

وفيها رخصت الأسعار بالديار المصريّة، وبلغ القمح الطيّب الصعيدىّ ثمانى الدراهم الأردبّ، والشعير والفول أربعة الدراهم الأردبّ. وبلغ الخبز العلامة العال عشرين رطلا بدرهم. وربّما عمل معدّل الخبز الذى للشحّاذين ويبيعونه فجاء سبعون رطلا بدرهم. وعاد الصعلوك لا يقبل الكسرة ولا الرغيف ولا يأخذ إلاّ الفلس. فما عزّ شئ إلاّ وهان، ولا هان شى إلاّ وعزّ، فسبحان من بيده كلّ شئ {وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (١٧)

وفيها عمرت أرض الطبّالة التى ظاهر باب الشعريّة بضواحى القاهرة.

عنى بعمارتها الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب، وعمل فيها قنطرة مليحة على الخليج الناصرى، وعليها دكاكين وسوق كبير ودور وأملاك وعمروا أيضا الناس كذلك، وهذه الأرض أقلّها (٢١) وهى عامرة كأحسن ما يكون من


(٤) أخى: اخو
(١٧) السورة ٩٧ الآية ١
(٢١) أقلها: اعقلها