للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنوّاب بمصر والشام، حسبما نذكر الآن من الكلام: الأمير سيف الدين أرغون نايب الديار المصريّة إلى أوّل هذه السنة عند حضوره من الحجاز الشريف، تغيّرت عليه الخواطر الشريفة السلطانيّة لأمور باطنة أخطأ فيها كلّ الخطأ، وقوّى عزمه على فعلها أستاداره عزّ الدين أيبك وششاور الأشقرىّ. وكانا هذان الاثنان من الظلم والعسف والجور والتسلّط على عالم الله عزّ وجلّ بالأذيّة ما لا يمكن شرحه. فبصّر الله تعالى مولانا السلطان فإنه ينظر-نصره الله-بنور الله مختصّا بثلاث فراسات: فراسة الإيمان، وفراسة الملك، وفراسة الطبع. وتحقّق مولانا السلطان أنّهما كانا السبب فيما وقع فيه الأمير سيف الدين أرغون من الغلط. فمسكهما وانقطع خبرهما، وأراح الله العباد والبلاد من شرّهما. ثمّ رضى عن الأمير سيف الدين أرغون وسيّره نايبا إلى حلب المحروسة. وأحضر الأمير علاء الدين ألطنبغا إلى الديار المصريّة، وأنعم عليه بإمرة ماية وتقدمة ألف، وأقام بها

وفيها فى سلخ جمادى الأخرى تولّى القاضى جلال الدين قاضى القضاة بدمشق القضا بالديار المصريّة عوضا عن القاضى بدر الدين بن جماعة بحكم أنّه رضى الله عنه استعفى، كونه كفّ نظره. وولى دمشق الشيخ علاء الدين القونوىّ شيخ خانقاه سعيد السعدا

وفيها مسك الأمير سيف الدين أصلم السلحدار وأخوه قرمجى، وذلك فى ثانى جمادى الأولى

وفيها كان المهمّ العظيم الذى ما رأى (١٩) الناس مثله، إلاّ إن كان مهمّ بوران بنت الحسن بن سهل (٢٠) على المأمون أمير المؤمنين. وسأذكر من ذلك طرفا جيّدا، وإن كان قد ذكرته فى كتابى المسمّى «بأعيان الأمثال وأمثال الأعيان» وهذا المهمّ سببه دخول بنت المقرّ السيفىّ تنكز نايب الشأم على ولد المقرّ


(١٩) رأى: راء
(٢٠) بنت الحسن بن سهل: بالهامش