للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسك، حسبما ذكرناه. وهذا ابن هلال الدولة (١) ليس له أصالة ولا بيت.

وإنما أصله من فلاّحين البهنسا، من قرية تسمّى دير القضون بالأعمال المذكورة. وكان جدّ خاله يسمّى هلالا (٣)، وكان من فلاّحين الطواشى بلال المغيثىّ. فلمّا توصّل خاله المجد، وخدم فى شدود من جهات القاهرة تسمّى بابن هلال الدولة، وأعلى ما وصل إليه خاله الأصلىّ شادّ المواريث. وكان هذا علىّ يركب حماره بقباء مقطّع وزربول فى رجله، صفة غلام خلف خاله المجد، ولم يزل كذلك زمانا طويلا (٧). ولقد شاهدته فى خدمة إحدى خشداشيّتنا (٨) كان يسمّى بيبرس الدوادارىّ، وكان بيبرس المذكور قد فوّضه كتبغا شادّ عمارة المدرسة التى كان قد أنشأها، وعادت لمولانا السلطان عزّ نصره المعروفة الآن بالناصريّة. وكان هذا علىّ واقفا (١٠) جندارا فى أضعف حال يكون. فتوصّل حتى خدم القاضى شهاب الدين ابن عبادة، وكيل الخاصّ الشريف فى أوّل حلول الركاب الشريف السلطانىّ من الكرك المحروس. ثمّ كان فى خدمة القاضى كريم الدين الكبير. فحصّل من الأموال السلطانيّة مالا عظيما (١٤). فلمّا مسك كريم الدين احتوى على الخزانة المقدّم ذكرها، وخدم الناس بأموال السلطان حتى نال أغراضه، وأنعم عليه بطبلخاناه، وعاد وزيرا مستقلاّ، لم ينقص عن ذلك إلاّ اسم الوزارة. وحصّل من الأموال ما لا يعلم إلاّ الله عزّ وجلّ، ولم يزل مستقلاّ بالأمر إلى حين نظر مولانا السلطان فى حال الإسلام، وتسليطه على خلق الله تعالى. فمسك فى سنة أربع وثلاثين وسبع ماية، حسبما نذكر من خبره فى تأريخه إنشا الله تعالى


(١) الدولة: بالهامش
(٣) هلالا: هلال
(٧) زمانا طويلا: زمان طويل
(٨) خشداشيتنا: خشداشينا
(١٠) واقفا: واقف
(١٤) مالا عظيما: مال عظيم