للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأموات، ويحصّله من وجوه رديّة لا يمكن شرحها، ويقنع بالقطعة اللحم المنتنة. وكان ظاهره مسلما (٢) وباطنه بخلاف ذلك. وكان من الظلم والعسف والجور وعدم الإنصاف إلى أعلى (٣) نهاية. ومن جملة إسلامه الحسن أنّه وجد فى إصطبله عدّة كبيرة من الخنازير، وكذلك فى بلاده من إقطاعه يربّوا ويعتنى بأمرهم. وكان يبيعهم للتجّار الفرنج الواردين إلى الأبواب الشريفة بأغلى ثمن. فلمّا بصّر الله تعالى المقام الشريف فى هذه الأحوال المنكرة، أخذه أشدّ أخذ. وأراح المسلمين من جوره واعتماده. وقبض على بعض التراجمة الذى ذكر عنه أنّه كان يسمسر له على بيع الخنازير للتجّار من الفرنج. فضربه ضربا عظيما حتى كاد يهلك. ثمّ أحاطت العلوم الشريفة أنّه كان مغصوبا على ذلك، ولا كان يقدر على المخالفة، فعفى عنه (١٠). . . .

وأنعم مولانا السلطان عزّ نصره على المقرّ البدرىّ أمير مسعود بن خطير بمكانه. فعاد أمير حاجبا بإمرة ماية فارس وتقدمة ألف، وأنعم الله تعالى على الإسلام بذلك. والحجّاب معه الأمير سيف الدين آقول المحمدىّ إلى حين انتقاله إلى دمشق المحروسة أمير حاجبا بها، واستقرّ بالأبواب بقيّة هذه السنة المقرّ البدرىّ أمير مسعود أمير حاجبا (١٥)، أسبغ الله ظلّه، والأمير سيف الدين جاريك حاجبا، والأمير شرف الدين محمود أخو المقرّ البدرىّ أمير مسعود حاجبا، والأمرا جانداريّة: الأمير ركن الدين بيبرس الأحمدىّ، والأمير سيف الدين أروم بغا، والأمير سيف الدين بلبان الحسنى،


(٢) مسلما: مسلم
(٣) أعلى: أغيا
(١٠) فعفى عنه: بعد هاتين الكلمتين بياض لصفحة كاملة
(١٥) أمير حاجبا: أمير حاجب