يخبرهم بالأسماء. فلمّا أخبرهم، قال:{أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ} يا ملائكتي {إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ} أي ما كان فيها وما يكون {وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ} من الطاعة والخضوع لآدم {وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} في أنفسكم له من العداوة.
وقال ابن عبّاس أيضا: المراد به إبليس، فإنّه كان إذا مرّ على جسد آدم وهو ملقى بين مكّة والطائف، يقول لمن معه من الملائكة:(٢٧) أرأيتم إن فضّل عليكم هذا ماذا تصنعون؟ فيقولون: نطيع أمر ربّنا. فيقول في نفسه: إلاّ أنا؛ والله لإن سلّطت عليه لأهلكنّه، ولإن سلّط عليّ لأعصينّه.
وقال الحسن وقتادة رحمهما الله:{ما تُبْدُونَ} من قولكم {أَتَجْعَلُ فِيها}{وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} من قولهم: أن تخلق خلقا أفضل منّا.
واختلفوا في السجود لآدم على أقوال: أحدها: أنّه سجود تعظيم وتحيّة، لا سجود صلاة وعبادة، كقوله في قصّة يوسف، عليه السلام {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً} وكان ذلك تحيّة الناس وتعظيم بعضهم بعضا. ولم يكن وضع الوجه على الأرض، وإنّما كان انحناء وإيماء ووضع اليد على الصدر. وأصل السجود الانحناء والميل، يقال: سجدت النّخلة إذا مالت.
فلمّا جاء الإسلام أبطل ما كانوا يصنعونه وعوّضهم بالسلام. ولمّا رجع معاذ بن جبل من اليمن سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، فتغيّر وجهه وقال: «ما هذا