للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن زيد، رحمه الله: أهبط إبليس بالبصرة، وكذا قال الحسن البصريّ، رحمه الله، قال: ولهذا هي معدن المعتزلة واليهود والقدريّة.

فإن قيل: فقد عصوا جملة في مكان واحد، فما الحكمة في كونهم أهبطوا متفرّقين؟ فالجواب: إنّهم لمّا عصوا في ذلك المكان الشريف، بدّد الله شملهم في أقطار الأرض، وهو أبلع في العقوبة من اجتماعهم في مكان واحد، ولهذا (٣٩) بقي آدم مدّة حتّى اجتمع بحوّاء بجمع؛ فلذلك سمّيت جمعا على قول بعض الناس. ثمّ ازدلفت إليه بالمزدلفة، فسمّيت أيضا بذلك. ثمّ التقيا بعرفات فتعارفا، وسمّيت بعرفات؛ ورجعا إلى الهند.

وحكى الحافظ أبو القاسم ابن عساكر، رحمه الله، في تاريخه: أن آدم كان يسكن ببيت من أبيات قرية بسفح قاسيون وإليه ينسب مسجدها، وأنّ حوّاء كانت تسكن ببيت لهيا، وهذا شيء لم أر أحدا وافقه عليه، لإجماعهم على أن آدم كان بالهند ويتردّد إلى مكّة ولم يدخل الشام، <والله أعلم>.

وروي عن ابن عبّاس موقوفا عليه، قال: لمّا أهبط آدم إلى الأرض