للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه الأدلّة التي ذكرتها على أبواب الهرمين وجدتها في ذلك الكتاب القبطيّ المقدّم ذكره، ولعلّها صحيحة، والله أعلم.

. . . في كتابه المقدّم ذكره: أن النّسر الواقع طائر بالسّرطان. وجعل طول كلّ هرم منهما: خمس مائة ذراع بالمالكيّ، وهو تقدير ذراعنا (٨١) هذا. وجعل تربيع كلّ واحد منهما أربع مائة ذراع، وبناهما في <الاستواء> إلى أربعين ذراعا ثمّ هرمهما. وكان أوّل بنائهما في طالع سعد ثابت.

فلمّا فرغا، كساهما ديباجا ملوّنا من فوقهما إلى سفلهما، وعمل لهما عيدا عظيما في كلّ سنة، في أوان فروغهما. وأودع في الهرم الشرقيّ من الأموال والكنوز والآلات الزبرجديّة والتماثيل المصنوعة من فاخر الجواهر الملوّنة، والسلاح الذي لا يصدأ، والزجاج الذي يطوى طيّا، والنواميس المودات، والعقاقير المفردات، والمؤلّفات النافعة لسائر الأغراض: من الأمراض الجسديّة الظاهرة والباطنة والسّموم القاتلة بسائر وجوهها، والأواني من الجواهر التي لا قيمة لها، وأربعين كرة مملوءة من تبر الصنعة، وكتب مزبورة في اللواح القشم المعدني، في سائر العلوم الروحانيّة والعمليّة، وأشياء لا تدرك بالعبارة، ممّا ادّخرته الملوك الأوّل.

وأمّا الهرم الغربيّ فجعل فيه أجساد الملوك في جوبات صوّان أسود، وهم الملوك من الكهنة المذكورين. وجعل عند كلّ كاهن منهم مصحفه