للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمامه وكذا خلفهما، وكذلك عطارد، وذكر هارون بن المأمون فى تأريخه المسمّى بمنهاج الطالبين: أنّ أصغر كوكبا فى السماء بمقدار الدنيا مرّات كثيرة، قال: إلا القمر فإنّه أصغر من الأرض.

قلت: أمّا قوله: أصغر كوكبا فى السماء بمقدار الدنيا فنسلم وأمّا قوله فى القمر فلم يوافقه عليه أحد، قال أبو معشر: فأمّا الكواكب العظام الثابتة كالشعرا العبور والسماك والنسر الواقع والطائر وقلب الأسد ونحوها وهى خمسة عشر كوكبا فكلّ كوكب منها مقدار الأرض أربعا وتسعين مرّة ونصفا، قال ابن قتيبه: (١) النسر الواقع ثلاثة أنجم مصطفّة كأنّهم جعلوا اثنين منهما جناحيه قد ضمّهما إليه كأنّه واقع، وكذا النسر الطائر ثلاثة أنجم مصطفّة يجعلون اثنين منهما جناحيه كأنّه طائر قد بسطهما، قال أبو معشر: ويقطع كلّ واحد منهما الفلك فى ستّة وثلاثين ألف سنة.

وأمّا قطع الكواكب السبعة الأفلاك، (٢) ذكر أبو حنيفة الدينورى رحمه الله أنّ القمر يقطع الفلك فى تسعة وعشرين يوما وقلّ من ثلث يوم، وقال النوبختى:

فى تسع وعشرين يوما فقط، وعطارد يقطعه فى أقلّ من ثمانية وعشرين يوما، والزهرة نقطعه فى مائتين وأربعين وعشرين يوما وأشفّ من ثلثى يوم، والشمس نقطعه فى ثلاثمائة وخمسة وستّين يوما وأشفّ من ربع يوم، والمرّيخ يقطعه فى ستّمائة وثلاثين يوما، والمشترى يقطعه فى أحد عشر سنة وثلاثمائة وسبعة وعشرين يوما، وزحل يقطعه فى تسعة وعشرين سنة فارسيّة ومائة وستة وسبعين يوما (٥٤).

وأمّا مقامات الكواكب فى البروج قالوا: (٣) مقام القمر فى كلّ برج ليلتان وثلث ليلة، ومقام عطارد فى كلّ برج خمس عشر يوما، ومقام الزهرة فى كلّ برج خمسة وعشرين يوما، ومقام الشمس فى كلّ برج شهر، ومقام المرّيخ فى كلّ برج خمسة


(١) أدب الكاتب ٧٢
(٢) مأخوذ من مرآة الزمان ٥١ ب،١
(٣) مأخوذ من مرآة الزمان ٥١ ب،٧