ألوف سنين سور مدينة حي، وأثرها باق. وقيل: في زمانه حدث عبادة الأصنام. وكان أصل ذلك أنّ أناسا أصابهم ثكل بأحبّائهم، فاتّخذوا تماثيل يتسلّون بها بالنظر إليها على صور أحبّائهم. وامتدّت بهم الأزمان حتّى زيّن لهم عبادتها. وفي زمانه حدث الصوم.
وأمّا أخوه جم، ويلقب: جم شيد؛ ومعنى شيد: النّيّر، ولذلك تسمّى الشمس خرشيد. ويزعمون أنّه كان يصطنع من وجهه نور. وله آثار كثيرة مذكورة. ومن بديع ما أحدث قنطرة عقدها على دجلة فعبرت دهرا طويلا حتّى هدمها الإسكندر.
وأمّا سوارسب فهو ابن أوبداسف بن وسكان بن ساسره.
وأمّا أفريدون فإنّه الذي انتزع الملك من الضحّاك، وتسمّيه العرب:
السفّاك، لما كان عليه من الفساد وسفك الدماء، فأراح الناس منه. وقيل:
إنه هو الذي سجنه بجبل دنبا. وقيل: إنّه إلى الآن حيّ، وهو مسجون بهذا الجبل، حتّى زعموا قوما أنّه هو الدّجال الذي يخرج آخر الزمان، والله أعلم.