(١٩٠) وفي زمانه بعث سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وكتب بادان، وهو عامل أبرويز على العرب، إلى أبرويز يقول له: إنّه قد نجم بجبال تهامة داعية خفيّ أمره، قليل أشياعه، يزعم أنّه نبيّ، وبربرته العرب، ونصبت له الحرب، إلاّ اليسير ممّن أجابه وتبعه. فكتب إليه كسرى أبرويز: اذهب إليه واتني برأسه. وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم، علم بذلك، فكتب إلى بادان، أن «اعلم أنّ الله ربّي وعدني أن يقتل كسرى في يوم كذا وكذا». فتربّص بادان حتّى ينظر ما يكون من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فقتل أبرويز في الوقت الذي عيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ قتله ولده قباد. وكان أبرويز يلقّب بالملك العزيز.
وأمّا قباد، ولقبه شيرويه، فإنّه بعد أن قتل أباه أبرويز أحسّ من إخوته نبوّ عنه، فقتل ثمانية عشر أخا كانوا له، وعدّة من أبنائهم. فلا جرم اضطّروا عند فقد الرجال مع قصر مدّة شيرويه. فإنّه قيل: لم يعش بعد قتل أبيه إلى ستّة أشهر حتّى ملّكوا ولده أردشير بن شيرويه <و> كان طفلا، ولقبه كجك أو كوجك.
ولمّا بلغ شهريزان، صاحب ثغر المغرب، أنّهم ملّكوا صبيّا أقبل حتّى دخل عليه داره فقتله. وتملّك-على زعم موسى بن عيسى الكسرويّ