للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال مسلم (١) بإسناده عن أنس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إنّ فى الجنّة لسوقا يقف بها كل جمعة فتهبّ فيها ربح الشمال فتحثوا (٢) فى وجوههم وثيابهم فيزدادوا حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهاليهم فيقولون لهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا انفرد بإخراجه مسلم.

(٦٨) قال الترمذى (٣) بإسناده عن سعيد بن المسيّب: إنّه لقى أبا هريرة فقال له أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بينك وبينى فى سوق الجنّة، فقال سعيد: أفيها سوق؟ قال: نعم! أخبرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ أهل الجنّة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذن لهم فى مقدار يوم الجمعة من أيّام دار الدنيا فيزورون ربّهم ويبرز لهم عرشه ويتبدّى لهم فى روضة من رياض الجنّة فيوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضّة ويجلس أدناهم وما فيهم دنى على كثبان المسك والكافور ما يرون أنّ أصحاب الكراسى أفضل منهم مجلسا، قال أبو هريرة: قلت: يا رسول الله وهل نرى ربّنا؟ قال: نعم! هل تمارون فى رؤية القمر ليلة القدر؟ قلنا لا: قال: كذلك لا تمارّون (٤) فى رؤية ربّكم، ولا يبقى فى ذلك المجلس رجل إلاّ حاضره الله محاضرة حتّى يقول للرجل: يا فلان أتذكر يوم كذا وقلت كذا وكذا، فيذكّره بعض غدراته، فيقول: يا ربّ ألم تغفر لى؟ فيقول: بلى بسعة مغفرتى بلغت منزلتك هذه! فبينما هم على ذلك إذ غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثله أو مثل ريحه شيئا قطّ، ويقول ربّنا: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم فنأتى سوقا قد حفّت به الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولا تسمع الآذان ولم يخطر على قلب بشر، فيحمل إلينا ما اشتهينا ليس يباع فيه


(١) صحيح مسلم ٨/ ١٤٥، الجنة
(٢) فتحثوا: فتحثو صحيح مسلم
(٣) سنن الترمذى ٤/ ٩٠، الجنة، باب ١٥
(٤) تمارون: تتمارون سنن الترمذى