ونحن أناس من أناس أفاضل ... لهم شرف فوق السّها والنّعائم
فلمّا فرغ قالت له ماويّة: أحسنت والله يا أوس، فإنّك لم تنفرد بدعواك، بل أجملت رفقاءك.
وكان زهير بن أبي سلما يسمع، فتأخّر. فقالت ماويّة: لم تأخّرت يا وجه العرب؟ فقال زهير: والله يا سيّدة لست من القوم، ولا من أمس ولا من اليوم، ولا قصدت سماع فصاحتك، مع كمال رجاحتك، فدونك إلى من هو في زواجك قاصد، وخاطبيهم واحد بعد واحده فلمّا يأست منه، استنطقت حاتم، فقال: يا سيّدة العرب، اعلمي أنّ للأمور أسباب، ولست كنت في شيء من هذا الحساب، والأرزاق، فهي بيد الخلاّق. وأنشأ يقول (من الطويل):
أماويّ طال التّفكّر والأمر ... قد قام لي فيما قلته عذر
أماويّ إنّ المال غاد ورائح ... ويبقى منه الأحاديث والذّكر
أماويّ إنّي لا أقول لسائل ... إذا جاء يوما: إنّ في حالنا عسر