للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحوت فقال: ما خلق الله خلقا أعظم منك فلم تحمل هذه الأثقال قال: فهمّ أن يلقى ما عليه فبعث الله عزّ وجلّ بقّة فدخلت فى عينه فشغلته عن ذلك.

قال: ثمّ أنبت الله تعالى جبل قاف من تلك الياقوتة الخضراء فأحاط بالدنيا ثم أنبت منه الجبال وشبك بعضها ببعض بعروقه (٧٣) كالشجر فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل أرضا أوحى إلى قاف فحرّك ذلك العرق، وهو حديث طويل هذا ملخصه، وقد أخرجه الحافظ أبو نعيم، وابن عساكر فى كتابه المعروف بالزلازل.

وحكى الثعلبى (١) عن كعب الأحبار أنّ إبليس تغلغل إلى النور الذى على ظهر الأرض كلّها فوسوس إليه أتدرك ما على ظهرك باليوثا من الأمم والدوابّ والشجر والجبال وغيرها لو نفضّهم لاسترحت، فهمّ ليوثا أن يفعل ذلك فبعث الله إليه دابّة فدخلت فى منخريه ووصلت إلى دماغه فضجّ النور إلى الله منها فأذن لها فخرجت، قال كعب: فو الذى نفسى بيده إنّه لينظر إليها وتنظر إليه إن همّ بشئ من ذلك عادت إليه كما كانت فلا يزال كذلك إلى يوم القيامة.

تفسير: وقوله تعالى: {فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ»} (٢)، وفى آية أخرى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ»} (٣)، وقال:

{وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً»} (٤)، وفى آية أخرى: {وَاللهِ رَبِّنا ما كُنّا مُشْرِكِينَ»} (٥)، فقد كتموا فى هذه الآية وقال: {وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً»}، (٦) عزيزا حكيما، سميعا بصيرا، ونظير هذه الآيات فكأنّه كان ثم مضى، فقال ابن عبّاس رضى الله عنه: (٧)

أمّا قوله: {فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ»} (٨)، فهذا فى النفخة الأولى ينفخ فى الصور فيصعق من


(١) قارن قصص الأنبياء ٣
(٢) القرآن الكريم ٢٣/ ١٠١
(٣) القرآن الكريم ٥٢/ ٢٥
(٤) القرآن ٤/ ٤٢
(٥) القرآن الكريم ٦/ ٢٣
(٦) القرآن ٤/ ٩٦
(٧) القرآن ٢٣/ ١٠١
(٨) قارن الجامع لأحكام القرآن ١٢/ ١٥١