للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشعراء بأنّه كان أحسنهم شعرا وأبعدهم <من> سخف وأجمعهم للكثير من المعاني في قليل من اللفظ وأشدهم مبالعة في المدح وأكثرهم أمثالا في شعره.

قال ابن الأعرابيّ: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره؛ كان أبوه شاعرا وخاله شاعرا وأخته شاعرة وابناه شاعرين.

قلت: أمّا أعرق الشعراء في الشعر فهم آل أبي حفصة الإسلاميّون؛ نبغ منهم عشرة يتوارثون الشعر: كابر عن كابر. ولا زال أعرق الشعراء آل حسّان بن ثابت، فإنّهم كانوا ستّة نفر متوارثون الشعر، حتّى جاء آل أبي حفصة فأفضلوهم بأربعة، كلّ منهم قال الشعر ومدح الخلفاء والملوك وأخذوا الجوائز السّنيّة. وقد شرحت هذا الكلام في كتابيّ: (٣١٨) أحدهما المسمّى بحدائق الأحداق ودقائق الحذّاق، الموسوم باسم القاضي المرحوم علاء الدّين بن الأثير، رحم الله روحه وبرّد ضريحه، والآخر المسمّى بذخائر الأخاير، والموسوم باسم القاضي المرحوم فخر الدين، ناظر الجيوش المنصورة، تغمّده الله برحمته وأسكنه أعلا الدّرجات في جنّته، ممّا يغني <عن> إعادة الكلام في هذا التاريخ المختصر، خوفا أن أكون قد أطيت في كتبي وتأليفي قياسا على عيوب الشّعر.

وروي، قال: قال عبد الملك بن مروان: ما ضرّ من مدح بما مدح