الأحداث التاريخية على حسب السنين. وهكذا فإنّ المصنف رغم أنه يتناول فى هذا الجزء سيرة الرسول صلّى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، فهو لا ينسى الشرط الذى شرطه على نفسه فى أوّل أجزاء هذا الكتاب: وهو أن يقدّم قبل كلّ حادث حدث فى كلّ سنة من السنين التى يذكرها حال النيل من الزيادة والنقصان، فطبّق نفس الشرط على هذا الجزء أيضا، وصدّر حديثه فى حوادث كلّ سنة من السنين بنبذة مختصرة عن مقدار الزيادة فى مياه النيل، ولم يكتف بهذا فحسب بل عنى بالحديث عن موقع نهر النيل ومنابعه ومصابّه، والمقاييس التى بنيت عليه فى مختلف العصور.
وبعد أن يفرغ المصنّف من السيرة النبوية الشريفة، وهى التى استغرقت ثلث هذا الجزء تقريبا، يبدأ فى ذكر أخبار كل واحد من الخلفاء الراشدين، ولكنّه يعمد قبل الدخول فى الأحداث التى وقعت فى عهد كل خليفة-وهى الأحداث التى رتبها حسب سنين وقوعها-يعمد إلى ذكر نسب الخليفة وبعض سيرته ومآثره وما اشتهر به قبل خلافته.
ولا يكتفى المصنف بما نثره فى كتابه من شعر ورجز، بل يخصص فى نهاية هذا الجزء-مثلها فعل فى سائر أجزاء الكتاب-فصلا يتضمّن بقيّة الشعراء المخضرمين الذين أدركوا الإسلام. وقد يلاحظ للصنّف أنّ بعض الأشعار والأرجاز، وكذا بعض الروايات، يصعب على القارئ فهم بعض ألفاظها، فيعمد عندئذ إلى شرح هذه الألفاظ تيسيرا على القارئ.
ويتميّز هذا الجزء بنفس مميزات سائر أجزاء الكتاب، فهو مكتوب بخط نسخ واضح، ومسطرته ٢١ سطرا، وصفحاته مرقمة ترقيما سليما واضحا على أن هذا الجزء يقع فى ١٦٧ ورقة-٣٣٣ صفحة.