أما قوله:(ولا طيرة)، ظاهره أنه نهي، وليس المقصود: نفي وجود الطيرة، فالطيرة موجودة في الناس، وكثير من الناس يتطير، وليس المعنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ينفي أن تكون الطيرة موجودة في الخلق، وإنما أراد صلوات الله وسلامه عليه أن ينهى عن التطير، وهذا مما يرجح المعنى الثاني الذي قلناه في قوله:(لا عدوى)، فيكون النسق واحداً، وكلاهما نهي، فيكون معنى (لا طيرة): أي: لا تفعلوا الطيرة فتقعوا في الشرك، فإن الطيرة من الشرك وحد الطيرة -كما سيأتي- ما جاء في الحديث:(الطيرة ما أمضاك أو ردك)، أما أن يقع في نفسك شيء من التطير ثم تمضي ولا تلتفت إليه فليس هذا طيرة، وإنما الطيرة أن تعمل بها، بأن تمضي إذا رأيت أنها تدل على خير، أو تحجم وترجع إذا رأيت أنها تدل على شر.