للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العبودية قسمان]

ذكر الشارح أن العبودية تنقسم إلى قسمين: عبودية عامة تشمل الخلق كلهم، كما في الآية: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم:٩٣]، وهذا يشمل المؤمنين والكافرين، ويشمل العاقل وغير العاقل، ومعنى هذا: أنهم معبدون، تجري عليهم أحكام الله وأقداره بدون اختيارهم، فهو خلقهم، وتعبدهم بقدره وخلقه وأمره الكوني القدري، فكل مخلوق هو عبد لله بمعنى أنه خاضع له، خاضع للقدر الذي قدره عليه وقضاه، وليس معنى ذلك أن يكون عابداً.

المعنى الثاني: أن يكون عابداً، أي: تصدر العبودية منه، وهذا هو الذي ينفع، وهو الذي كلف به الجن والإنس، أن يكونوا عبيداً لله تصدر منهم العبادة من الخضوع والذل وفعل المأمور واجتناب المحذور، وهذ هي التي يترتب عليها الثواب وعلى تركها العقاب، أما الأولى فيدخل فيها كل مخلوق لله جل وعلا حتى الجمادات من السماوات والجبال والشجر والنجوم وغيرها، فكلها مذللة مسخرة لله جل وعلا، فهي عابدة لقهره وقدره وخلقه وتدبيره.

أما كون الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه ابن عبد المطلب، فهذا من باب الخبر الذي وقع وتعارف عليه الناس وانتهى ولا يمكن تغييره، وليس في ذلك إقرار بهذه العبودية.